استعرض د. أحمد صالح الطامي مستقبل العلاقات الثقافية بين المملكة وتركيا، من خلال الوقوف على تعريف الثقافة، بمفهومها المصطلحي، المستعصي، ومن خلال عموم مفهوم الثقافة. يتناول بعد ذلك د. الطامي الأسس المشتركة بين المملكة وتركيا من خلال: الأسس الدينية الإسلامية، والتاريخ المشترك بين البلدين، الذي ينعكس بدوره على المستوى العربي، بما في ذلك خصوصية العلاقة بين الطرفين. ويضيف د. أحمد عن عوامل تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال: العلاقات السياسية خصوصا بعد زيارتي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لتركيا، ومواسم الحج والعمرة، والسياحة السعودية في تركيا أما عن وسائل التعزيز: تشجيع الترجمة بين الطرفين، من خلال المؤسسات الثقافية ،و تكوين مشاريع حيوية تخدم هذا الجانب الثقافي بما فيه التراث والمخطوطات، وتنظيم الفعاليات الثقافية ،والتعاون بين الجامعات، وإعادة قراءة العلاقات العثمانية التركية وعلاقتها بالعرب، والقنوات الفضائية. بعد ذلك تحدث الأستاذ عبدالله بن هاجس الشمري من خلال محورين أولهما: تاريخي، وثانيهما: خلفيات العلاقة بين البلدين، راصدا التطورات التاريخية والمعاصرة في العلاقات الثقافية. ويورد د. الشمري أهم العوامل التي ساهمت في تطور العلاقات الثقافية والتي يذكر منها: الأزمة القبرصية، انهيار المنظومة الشيوعية، الحرب على البوسنة والهرسك، تداعيات أحداث سبتمبر وفوز حزب العدالة والتنمية، مختتما ورقته بواقع العلاقات الثقافية بين البلدين، ورؤية مستقبلية لهذه العلاقة الحميمية والمتنامية عاما بعد آخر. أما الدكتور محمد عاكف آيدين، فقد ركزت ورقته التي قدمها على دراسة مستقبل العلاقات الثقافية بين المملكة وتركيا، من خلال عرض لتاريخ التركي وعلاقته بالثقافة العربية، التي صاحبها عدد من الأسماء الإسلامية في عدد من العصور، التي كانت تشهد العديد من التحولات السياسية، التي لم تشهد تراجعا تركيا عن تراثه الإسلامي، ووعيه العقدي الديني الإسلامي. جاءت هذه الدراسات في الندوة التي أقيمت بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتنتال بالرياض، ضمن الفعاليات الثقافية التي يتم تنفيذها ضمن برامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة، في دورته الثالثة والعشرين، حيث أقيمت الندوة تحت عنوان: (العلاقات الثقافية بين المملكة وتركيا) أدار هذه الندوة د. صالح عبد الرحمن المانع، فيما أعقب دراسات الأمسية العديد من المداخلات والأسئلة، التي كانت تلتقي، وتتقارب، في عدد من المحاور التي تناولها المحاضرون في أوراقهم.