من يتابع أسعار السلع والمعادن خصوصا (الذهب - النحاس - النيكل وغيره) يلحظ أي أسعار وصلت لها، فالذهب يلامس 1000دولار للأونصة، وتوقعات أن يكون عام 2008يلامس 2000دولار أي نتحدث عن الضعف، ويؤكد جاي تيلور "متخصص بنشرات خاصة للمستثمرين" أننا قد نشهد قفزات كبيرة لأسعار الذهب إلى 1500دولار للأونصة، وأكد أيضا بيتر شيف "رئيس باسيفيك كابيتال" أن الأسعار في النهاية سترتفع بحدة، أما السبب لهذا الارتفاع للذهب كما يقول جوزيف فوستر "مدير محافظ تتجاوز قيمتها 4مليارات ريالات" أن سبب الارتفاع القياسي هو أن الذهب ينظر إليه كبديل استثماري للتحوط ضد المخاطر المالية . والمخاطر المالية هنا هي متعددة، فأزمة أسواق المال "البورصات" في الولاياتالمتحدة وما ألقت به أزمة الائتمان الأمريكية من خسائر فادحة للبنوك قدرت بعشرات المليارات من الدولارات والأسوأ هنا أنه لا يعرف أين ستقف وكيف ستنتهي، وضعف النمو الاقتصادي الأمريكي وأصبحت حقيقة ويؤكد الخفض المستمر لسعر الفائدة الأمريكي والذي غالبا خفض الفائدة يدفع بالبورصات للانتعاش لكن ذلك لم يحدث حتى الآن ، وضعف الدولار مقارنة بالعملات العالمية الأخرى خلق أزمة عالمية من تضخم مستمر وارتفاع للأسعار طال كل شيء، والنفط بالأمس يلامس 105دولارات، أي ارتفاع تكلفة الصناعة الأولية واستمرار التضخم أكثر وأكثر . الأزمة عالمية وصعبة القياس والتقدير، وارتفاع أسعار محتدم لا يتوقف، فكلما ضعف الدولار وارتفع النفط، تفاعلت بورصات المعادن، حتى أن النحاس كمخزون في بورصة لندن لا يكفي العالم لمدة ثلاثة أيام فقط لا غير، والذهب يتفاعل من خلال الضعف بالدولار وارتفاع النفط والبترول ومشتقاته، إذا نحن أمام مستويات سعرية لم نشهدها من قبل، والتراجع أو التصحيح في الأسعار قد يحدث ولكن لن يعود كل شيء كما كان سابقا، فهناك نضوب في المواد الأولية، وهناك أزمات عالمية لا يعرف نهاية لها كأزمة الائتمان الأمريكية، وهناك شح هائل في السيولة في الأسواق الدولية، فنجدها ترحب بالصناديق السيادية الخليجية، كما فعل صندوق أبو ظبي المنقذ لبنك سيتي قروب، والصندوق القطري المنقذ لبنك سوسيتي بانك الفرنسي، وهكذا، وضخ عشرات المليارات من الدولارات في دول صناعية كبرى لا تملك السيولة الكافية ولا القدرة على ضخ دماء جديدة بها من خلال "كاش" جديد . سعر النحاس يلامس عشرة آلاف دولار للطن، رقم قياسي هائل وكبير، وذهب يتجه لأرقام جديدة، وهذا يعكس ضعف أسواق الأسهم وعدم جاذبيتها لمتغيرات كثيرة، وأزمة شركات وبنوك خسرت عشرات المليارات، واضطرابات سياسية متوقعة، وشح موارد أولية مستمر ونمو سكاني هائل، وارتفاع مستوى المعيشة في الهند والصين، كل ذلك يضع الأسواق المالية والسلع في حالة تضاد وصراع، وكأن أسواق المال نمو يعكس الرخاء وأسواق المعادن تعكس الأزمات .