شرفت دارة الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه بتكريم الدكتور عدنان محمد زرزور استاذ اللغة العربية والدراسات الاسلامية بكلية الآداب بجامعة البحرين وصاحب اسهامات مشكورة في بحوث الاعجاز العلمي في القرآن الكريم والثقافة الإسلامية وعلوم الشريعة، فقد رحب الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه بفارس هذه الاثنينية ايما ترحيب من خلال كلمته الافتتاحية التي نوه فيها بمشروعه الفكري الذي ينهض به من خلال مؤلفاته الكثيرة واسهاماته العديدة في تشكيل فكر الشباب وتعزيز مسيراتهم العلمية من خلال منهج علمي وسطي يناى بهم عن مراتع التطرف الوخيمة والعنف او الوقوع في التغريب والانقياد الاعمى لطروحات الآخر، والدكتور زرزور من القلة التي تحمل هم صناعة جيل يعي بمتطلبات المرحلة التي اصبحت تعج بالاخطار الجسيمة التي تحدق بالامة من كل صوب وحدب، تلك المخاطر التي لم تعد رياحها المحرقة بلفحاتها تهب عليها من الخارج بنية الغزو والاحتلال، وإنما من خلال محاولات العدو غرس نبتة البغضاء بين ابناء الامة في داخل كيانه والذي يصل دون عناء بسبب التفتت والتآكل الداخلي. ثم انبرى الدكتور للحديث عن محطات حياته التي كان فيها التأثير البليغ للعامل الجغرافي حيث كان متنقلا بين بلدان عربية مختلفة اثناء مسيرته التعليمية والعملية لاحقا، واثناء شده لرحال طلب العلم بدء بدمشق ثم جامعة القاهرة، تهيأ له الجو لكي ينهل من معين رجالات الفكر البارعين اثناء رحلته في طلب العلم، فقد كان للشعراء والادباء نصيب الاسد والحظ الاوفر في تشكيل شخصيته وتكوين ملكته الفكرية، حيث استهل محاضرته بالحديث عن مشاكل التعليم التي كانت تسود مرحلته معلقا على ان اختيار النصوص الادبية او الشعرية يجب ان يتم من وجهة نظر المتعلم وليس من وجهة نظر المعلم ويستحسن تعميم هذه القاعدة حتى يتسنى لها ان تكون قاعدة تربوية مفيدة، ثم نوه بمعلم مادة النحو الشيخ خالد الجيباوي (رحمه الله) الذي تتلمذ عليه في المراحل الاولى من تعليمه حيث انه تعلم منه استعمال العقل الذي هو من ادوات مادة النحو والذي ظلت صورته القولية والفعلية واضحة في مسيرته التعليمية حتى بعد التخرج، وكذا بالشيخ عبدالغني الدقر وهو احد علماء دمشق (رحمه الله) مدرس الادب والنصوص الذي ارشده وهو في الصف الثالث الاعدادي الى كتب العقاد وخاصة كتاب (الإسلام في القرن العشرين حاضره ومستقبله) وكتاب (الله)، حيث انه استطاع استيعاب الكتاب الاول وبينما استعصى عليه الكتاب الثاني الذي كان يتناول باب العقيدة الإسلامية، وقد تأثر بطريقة العقاد في اسلوبه وبطريقة طرحه للمسائل وبمنهجه في تحليلها بالاضافة الى لغته العربية الرصينة، فقد كان العقاد يتميز باسلوب فلسفي عقلي حتى في المسائل العقلية فهو لم يكن يتناول احكام الفقه وانما كان يقدم لكل قضية ويعطيها بعدها التاريخي معملا العقل في تفسيرها والدفاع عنها حيث انه كان يتوسع في النقاش الى ابعد ما يمكن دفاعا عن الإسلام ومقترحا الحل الذي يراه الامثل، ففي كتابه (حقائق الإسلام واباطيل خصومه) كتب فصلا كاملا عن نظام الارث حيث قام بنظام القرآن في الارث ببقية الانظمة المعمول بها في العالم والتاريخ ليخلص الى ان نظام القرآن هو اعدل نظام في هذا الباب. وفي المرحلة الجامعية اصبح له المناخ الثقافي مهيأ لصقل مواهبه وشخصيته حيث تأثر بالفكر الإسلامي فاطلع على ا لمذاهب الفلسفية والفرق الصوفية والاديان وعلم الكلام مما كون لديه نوعا من رحابة الصدر اتجاه الافكار الاخرى بالاضافة الى نمو الجانب العقلي الذي يرى ان المسلمين اليوم بحاجة الى اشاعة الثقافة العقلية النقدية لديهم لان العقل كان بريد المسلمين الى علم الكلام والى الفلسفة والاسلام انتشر في الاماكن التي عرفت اعرق الحضارات واعتى الثقافات، وقد استطاع المسلمين تثبيت اركان الاسلام في هذه الاراضي الجديدة بواسطة العقل والقرآن بدوره وظف اكثر من 650 آية للحث على التدبر والتفكر والتعقل والتبصر، والإيمان ارسخ في النفس البشرية واعمق من ان يملأ من قناة العقل وحدها فقط لكنها عقلية وشعورية ونفسية وروحية. الجدير ذكره بان عدد من القناصل حضروا الامسية كالقنصل المصري على عشيري، والقنصل العام لجمهورية غينيا سوريبا كمارا، والقنصل العام لافغانستان عبدالحليم ثاقب، ونائب القنصل الباكستاني جيها نيجى مشتاق وبعض من الكتاب والمؤلفين والادباء والشعراء والمسؤولين في بعض الجامعات والاندية الادبية. ومن الجانب النسائي حضرته لفيف من الشاعرات والقاصات واستاذ الشريعة الإسلامية، وقامت بتقديم الامسية الاعلامية منى مراد المشرفة على ملاحق الاسرة في جريدة البلاد ومجلة اقرأ.