منذ اطلاقه قبل شهور ونظام تشغيل مايكروسوفت الجديد (ويندوز فيستا)،وهو يعاني من المشكلات التقنية وبالتالي اعلنت عملاقة البرمجيات العالمية توقفها بشكلٍ أوتوماتيكي عن توزيع قطعة برمجية أساسية ضمن حزمة خدمات فيستا الأولى التي أطلقتها مؤخراً لمجموعة من مشتركي (شبكة مطور مايكروسوفت) على الإنترنت، وذلك عقب تذمر بعض الزبائن من أنها سببت ورود عدة مشكلات في أنظمة حاسباتهم الشخصية ولقد رصد الباحث التقني (محمد كفينه) في احد المواقع التقنية جانبا من هذه المشكلات من خلال تقرير جاء فيه: كانت ترقية حزمة الخدمات KB937287، التي أطلقت الأسبوع الماضي، احتوت على مجموعة من الترقيات لبرنامج تنصيب نظام (ويندوز فيستا)، حيث وصفتها مصادر العملاقة البرمجية بأنها (ضرورية لتنصيب وإزالة حزمة خدمات فيستا الأولى بنجاح في كافة إصدارات نظام التشغيل). وفي ضوء الخلل التقني الذي أصاب حزمة الخدمات التحديثية الجديدة الأولى لفيستا، فقد توقفت العملاقة البرمجية عن توزيع الترقية يوم الأربعاء الماضي، وفقاً لما أكده (نك وايت) - مدير منتجات مايكروسوفت- في مدونته على الإنترنت. وكتب وايت في مدونته: (اطلعنا على بعض التقارير التي تشير إلى المشكلات التي واجهها الزبائن نتيجةً لترقية KB937287. وعقب تلقي مايكروسوفت التقارير الواردة هذا الخطأ التقني، فقد اتخذنا القرار بتعليق التوزيع الآلي للترقية بشكلٍ مؤقت وذلك لتجنب الإضرار بالزبائن في الفترة التي يتم خلالها تفحص الأسباب المحتملة لهذه المشكلة). ومن المعروف أن حزمة الخدمات التحديثية الأولى الخاصة بفيستا متوافرة للمشتركين ضمن (شبكة مطور مايكروسوفت)، على الرغم من أنها لن يتم إطلاقها بشكل علني لكافة المستخدمين قبل منتصف هذا الشهرمارس. واضاف الباحث محمد :وكان أحد مستخدمي نسخة Windows Vista Ultimate الغاضبين ذكر في مدونة وايت أن المتطلب الأساسي لعملية ترقية نسخته أدت إلى تخريب أحد الحواسيب، الأمر الذي نتج عنه ضرورة إعادة صيغة القرص الصلب، الأمر الذي أدى إلى خسارة كافة الملفات والبرمجيات الموجودة عليه. وعندما نصحه أحد المساهمين بخيار "استعادة النظام" الموجود في قرص تنصيب فيستا، رد المستخدم أن قام بشراء نسخته وتحميلها عن طريق الإنترنت، الأمر الذي لم يوفر له قرصاً لاستعادة نظام التشغيل. يشار إلى أن اثنين من المستخدمين تذمرا من أن ترقية ويندوز دفعتهما نحو تنصيب المتطلب الأساسي، حتى بعد أن قاما بتنصيبها.وذكر مستخدمٌ آخر أن حاسب (انسبيرون ديل) الشخصي الجديد علق أثناء عملية الترقية، متسائلاً عن كيفية إصلاح مايكروسوفت لهذا الخطأ وفي أي وقت.وأشار المستخدم إلى أن أحد زبائنه يمتلك بيانات قيمة يجب عليه أخذها بعين الاعتبار قبل أن تتم عملية إعادة هيكلة القرص الصلب، في حال لم يتم التوصل إلى حل لهذه المشكلة. ووفقاً لما ذكره وايت، فإن هذه المشكلة تؤثر فقط على عدد صغير من الزبائن في ظروفٍ استثنائية. قائمة من البرمجيات المتضررة قدمت عملاقة البرمجيات العالمية قائمة من البرامج التي لن تعمل أو ستعاني من قدرة وظيفية مخفضة عقب تنصيب حزمة الخدمات الأولى لنظام تشغيلها الجديد "ويندوز فيستا". وأشارت التقارير الصحفية إلى أن قائمة البرامج تتألف بمعظمها من تطبيقاتٍ أمنية مثل برنامجي "Trend Micro Internet Security 2008" و"BitDefender AV or Internet Security"، علماً أن تطبيق قراءة دورية (النيويورك تايمز) الأميركية متضمن أيضاً في القائمة. وحدد العملاقة البرمجية في موقعها على الشبكة العنكبوتية البرمجيات المتضررة ضمن مجموعة من التصنيفات منها: (البرمجيات المحجوبة عن العمل - البرمجيات التي لا يمكن تشغيلها - البرمجيات التي تفقد مقداراً من قدرتها الوظيفية). كانت مصادر مايكروسوفت نصحت المستخدمين بتحميل الترقيات من باعة التطبيقات وذلك لحل هذه المشكلة. وذكرت العملاقة البرمجية في تصريحٍ لها على الإنترنت: "تحتوي حزمة الخدمات الأولى الخاصة بفيستا على العديد من الترقيات في الجوانب الأمنية والوثوقية وميزات نظام التشغيل الجديد"، مضيفةً: "قد تواجه بعض البرمجيات انحساراً في قدرتها الوظيفية عقب تحميل حزمة الخدمات الأولى، علماً أن معظم البرمجيات ستستمر في عملها كما هو متوقع". ويرى العديد من المراقبين أن القائمة لم تشمل على كافة البرمجيات التي تعرضت للضرر عقب إطلاق الترقية الجديدة التي قامت بها مايكروسوفت، علماً أن العملاقة البرمجية طالبت المستخدمين الذين يواجهون مشكلات مع تطبيقاتٍ أخرى أن يقوموا بإعادة إقلاع حاسباتهم في البداية، وفي حال استمرار المشكلة، يجب عليهم العمل على تنصيب نسخة أحدث من البرنامج أو الاتصال ببائع البرمجيات الذي يتعاملون معه". وبغض النظر عن انعدام توافقية الحالية بين حزمة الخدمات الأولى وهذه البرمجيات، فإن نسبة كبيرة من مستخدمي الشركات يعتبرون نظام تشغيل (ويندوز فيستا) يعاني بشكلٍ كبير من انعدام التوافقية مع الأنظمة القديمة، وفقاً لما ذكره (جوزيف سويني- محلل شركة خدمات بحث العمل الذكية انتلجنت بزنس ريسيرتش سيرفيسز. وأضاف سويني: إن قضايا الدعم التوافقي تتطلب اختبار إمكانية الارتداد في البرمجيات القديمة، الأمر الذي من شأنه زيادة صعوبة انتشار عمليات الترقية ضمن صفوف المستخدمين ضمن عملية تنصيبٍ واحدة. وقال سويني: (في الجانب النظري، يجب العمل على حل هذه المشكلة على الفور، على أن يتم نشر هذا الحل في كامل البيئة الحاسوبية الخاصة بالمستخدم، إلا أن العديد من المنظمات لا تمتلك انتشاراً آلياً مرتفعاً). وذكر سويني أن مشكلات حزمة الخدمات الأولى ستجعل قضايا الدعم التوافقي في وضعيةٍ أسوأ، وخاصةً أن العديد من الشركات كانت تنتظر نشر نظام التشغيل حتى إطلاق حزمة الخدمات.