منذ انتقال تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الثقافة والإعلام والساحة الثقافية والإعلامية تضج بالمقترحات والتطلعات لهذه الخطوة التنظيمية رغبة في تطوير هذا التجمع الثقافي السنوي فالعبرة ليست بالكتاب الذي يباع والأرباح التي يجدها أرباب الدور المشاركة وإنما بالمحصلة الكبرى من هذا المعرض وهو نشر ثقافة القراءة والوعي الثقافي المنشود في حدود الثوابت التي نتمسك بها ولا نحيد عنها، وأحب في هذه الإطلالة البسيطة أن أوجه بعض الرؤى آملاً أن تجد حيزاً في التنفيذ في المعرض القادم. بيد أن الأمانة الفكرية لدى الكتاب تستلزم طرح هذه الأمور بحيادية تامة متجردة من الحماس العاطفي الذي قد يحجب عن الرؤية السليمة. @ نعلم علم اليقين أن السياسة الإعلامية للدولة تستظل بسلطتين هما السلطة الدينية والتنظيمية وهذا ما أكده وزير الثقافة والإعلام في لقائه بأعضاء مجلس الشورى، وللأسف لا نرى لهاتين السلطتين نفوذاً في معرض الكتاب (إن صح التعبير)، فصاحبكم قدر له حضور المعرض السابق واطلعت على بعض الكتب والمؤلفات التي تخالف توجهات هذا البلد ورأيي ليس تنقصاً من الرقابة لهذا المعرض وإنما أرى أن نحترم على الأقل الرأي العام أو القارئ البسيط غير المتمكن ثقافياً، وقد شاهدت عدداً من المعارض في الخارج التي تحترم التوجه العام واطلعت على بعض المؤلفات ومخالفتها للثوابت والقيم قامت الجهة المسؤولة بسحب تلك الكتب بأسلوب حضاري ينم عن وعي وإجلال لثقافة البلد السائدة واحترام لعقلية المتلقي، ومن جهة أخرى بإمكان القارئ المحترف الوصول لأي كتاب عبر وسائط التقنية الحديثة بضغطة زر واحدة أو بالمراسلة إن أراد ذلك.@ زائرو المعرض في العام الماضي تعددت (أجناسهم) حسب الأيام فتارة للرجال وأخرى للعوائل، غير أن معرضاً محدوداً بممرات وزوايا تتسع وتضيق أحياناً يستلزم منا فصل زيارات الرجال عن النساء فقد شاهدت في العام الماضي ممر إحدى الدور العربية المشهورة مكتظاً بمرتاديه من الجنسين ولا أعلم ما إذا كان اتسع لهم المكان فضلاً عن أن يطالعوا فحواه أو شراء ما يناسب منه!! وفرق أيها الأخوة بين مركز تجاري فسيح بإمكان الجميع التجول فيه وبين معرض محدود بممرات وزوايا. @ في ظل الهجمات المتتابعة على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واستهداف سنته ومحاولة تشويهها عالمياً كان من الأولى من القائمين على هذا المعرض (وبما أن المعرض دولي) أن يواجهوا هذه الحملات الشعواء بتبيين هدي خير البشر للعالم من خلال إقامة معرض مصاحب لهذا المعرض وهناك عدة تجارب ناجحة تمت إقامتها في أكثر مناطق المملكة وتحكي قصة الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم من مولده وحتى وفاته، وفرصة كبرى لجميع الزوار (وإن تعددت جنسياتهم) أن يعلموا مدى مكانة نبينا عليه الصلاة والسلام في قلوبنا، ويعطي أيضاً أهمية مكانة المملكة العربية السعودية ودورها الإسلامي التي ما زالت محافظة عليه بالدفاع عن مشاعر المسلمين وشعائرهم الدينية وهذا ولله الحمد يجد المزيد من التأييد من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. @ أرجو من الله أن يوفق القائمين على هذا المعرض وأن يسددهم في الأقوال والأعمال وأتمنى من أي شخص يجد بعض الملحوظات التي تستدعي الإشارة والتنبيه أن يتوخى الصدق والبعد من سياسة التجريح والنقد غير الهادف وسيجد بإذن الله الأذن الواعية والتعامل الحضاري سائلين الله التوفيق للجميع وأن يعكس هذا المعرض توجه المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الحكيمة. @ إدارة تربية وتعليم - الرياض