حتى وإن لم تكن متابعاً جيداً لساحة الشعر النبطي، فلا بد أن اسم الشاعر "ناصر الفراعنة" قد استرعى سمعك خلال الفترة الماضية. شخصياً وصلني عدد من الرسائل الالكترونية التي تحمل روابط لقصائد للشاعر "الفراعنة". دفعتني هذه الكثافة الإعلامية والجماهيرية إلى الاستماع لشيء من قصائده التي لا أنكر رغم عدم تذوقي للشعر العامي جودتها وتماسكها وموسيقاها الرائعة التي تأسر الأذن قبل العقل. أضف إلى ذلك الكم الجمالي والصوري والمعرفي والثقافي الجميل الذي تتضمنه قصائد "الفراعنة" ما يجعل منتقدي الشعر العامي في موقف حرج تجاه حالة خاصة كالفراعنة. ولكن ما لفت نظري في قصائد "الفراعنة" هو الفخر المبالغ فيه والذي يصل أحياناً حد إلغاء الآخر تماماً بدءاً من إسرائيل العدو المعلن والذي لا نختلف على معاداته، مروراً بأمريكا ووصولاً إلى شعوب عربية شقيقة يجعلها الفراعنة مادة ثرية للصعود على هزائمها أو انتكاساتها لترسيخ قناعة بعض طلبة المرحلة الابتدائية "أنا وبس والباقي خس!". إذا لم يكن الأخ "ناصر الفراعنة" وغيره من الشعراء يحملون إرثاً حضارياً يؤهلهم للفخر بذواتهم وبلدانهم، فلا داعي للتعرض لهزائم الآخرين وجعلها مادة ثرية للسخرية أو التحقير!. من حق الشاعر أن يبدي رأيه في أي قضية طالما أن هذا الرأي لا يتضمن الإساءة بوجه من الوجوه لغيره. والمؤسف أن هذه الإساءة تأتي أحياناً بشكل معمّم كما في قصيدة "ناقتي" حين ينتقد الشاعر تجربة الثورة الناصرية ونظام الحكم الجمهوري. في اعتقادي أن تخلّص شعر "الفراعنة" من هذه النبرة الاستعلائية سيجعل منه شاعراً أجمل بكثير. @على الهامش هل يدرك "الفراعنة" أن برنامج "شاعر المليون" الذي يفخر به أهل الخليج هومن فكرة وإدارة وإنتاج إعلامية مصرية؟!