أي الألوان أنت؟ هل تستطيع أن تحصر نفسك في لون واحد؟ أي الألوان تحب أم أنك من هؤلاء الذين يحددون الحياة باللونين الأبيض والأسود؟ لعلك تذكر أول علبة ألوان زيتية تعرفت عليها وتعرفت من خلالها على عالم الألوان المبهر وكيفية مزج هذا مع ذاك لتخرج لونا آخر- طبعا هذا إذا كنت من جيل لم ينشغل بالألعاب الإلكترونية - ولعلك انشغلت بالألوان وخصائصها لفترة من الزمن فهناك لون فريقك المفضل، وهناك لون لسيارتك المفضلة، ولون يرتبط بذكرى معينة حتى كبرت وانشغلت بشيء آخر وما أكثر الأشياء التي تشغلك. عندما كبرت، أخذت الألوان حيزاً مختلفاً، فقد أصبحت جزء من مفرداتك التي تستخدمها عندما تعبر عن نفسك، فأنت مثلاً قد تصف إنساناً بأنه طيب ذو قلب أبيض! وأنت قد تصف آخر بأنه متلون متغير لا تعرف له شكلا معينا. وهؤلاء الأشخاص المتلونون كما تحب أن تطلق عليهم قد يشكلون لك معضلة، فأنت لا تستطيع أن تفهمهم ولا تستطيع أن تحدد موقفك منهم ولا طريقة تعاملك معهم، لأنهم في نظرك غامضون بعيدون عن الوضوح. وأنت في داخلك قد لا تكن أي احترام لهؤلاء المتلونين الذين يتغيرون بين يوم وآخر كما تتغير ألوان الموضة. وهؤلاء في نظرك هم مجرد انعكاس مرئي للألوان التي حولهم فألوانهم تتغير بتغير البيئة المحيطة بهم، قد يكتسبون اللون الأزرق حين يكونون بجانب البحر أو اللون الأصفر حين تحيط بهم الرمال من كل جانب! فإذا كانت الأخلاق معطفاً غامق اللون ارتدوه حتى يقوا أنفسهم شر البرد، وإذا كانت المبادئ مظلة متمازجة الألوان أمسكوا بها حتى يحموا أنفسهم من رذاذ المطر. وبسهولة يمكنهم أن ينزعوا المعطف ويرموا بالمظلة إذا استدعى الأمر ذلك. قد تصنف هؤلاء الأشخاص على أنهم مخادعون يختفون تحت ألوانهم المتغيرة، وقد تحتار فيهم لأنك لا تستطيع أن تفهمهم، وقد تحاول أن تتجنبهم أو تقسو عليهم في أحكامك، وما أكثر أحكامك القاسية، لكنك عليك أن تتذكر أن هذه قد تكون الطريقة الوحيدة التي يحاول من خلالها هؤلاء أن يمتزجوا مع الآخرين.