عاد الرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم (1989 - 1999) الذي اكد له القضاء انه لن يزج به في السجن، مساء الاربعاء إلى الارجنتين، بعدما امضى اكثر من عام منفيا في التشيلي، وهو يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2007 وتزعم المعارضة للرئيس نستور كيرشنر. وقد وصل منعم (74 عاما) على متن طائرة خاصة في الساعة 19,30 بالتوقيت المحلي (22,30 ت غ) إلى لا ريوخا عاصمة منطقته التي تبعد 1200 كلم شمال غرب بوينوس ايرس. وتخطى عشرات من انصاره الحواجز الامنية ورحبوا به في مدرج المطار. واستقبلته ابنته زولميتا وشقيقه السيناتور ادواردرو منعم وابن اخيه ادريان منعم. وتفسر عودة منعم قبل ثلاثة ايام من الميلاد بقرار القضاء الارجنتيني الغاء مذكرات التوقيف في الملفين المتعلقين بالفساد خلال عهده. وتصدر منعم «قافلة الترحيب» وتوجه إلى لا ريوخا، معقله السابق، الذي تولى ادارته ثلاث ومرات، لالقاء خطاب في مقر الحزب البيروني. ولم يتوان بعض من انصاره عن المشاركة في الجهد المالي لدفع كفالة الثلاثة ملايين بيزو (مليون دولار) التي طلبها القاضي نوربرتو اوياربيد في مقابل الغاء مذكرات التوقيف. وفي الملف الذي يحقق فيه القاضي اوياربيد، توجه إلى منعم تهمة الامتناع عن التصريح عن حساب مصرفي في سويسرا تبلغ قيمته 600 الف دولار. وفي الملف الثاني الذي يحقق فيه القاضي يورغي اورسو، توجه اليه تهمة الفساد في بناء سجني في بوينوس ايرس. وقد نشر منعم يوم الاثنين تصريحا في كبرى الصحف اكد فيه ان القضاء السويسري قد برأ ساحته. ويرغب منعم الذي يصفه وزير الداخلية انيبال فرنانديز بأنه «حيوان سياسي» حقيقي، في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2007 على رغم بلوغ شعبيته ادنى مستوياتها. واذا كان منعم وكيرشنر ينتميان إلى الحزب البيروني، فان مواقفها الايديولوجية تتعارض جذريا، وخصوصا في السياسة الاقتصادية للبلاد وملف حقوق الانسان. وخلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة في 2003، فاز كيرشنر بعدما احجم منعم، الذي حصل في الدورة الاولى على 24,45٪ من الاصوات، في مقابل 22,24٪ لمنافسه، عن خوض الدورة الثانية، بسبب استطلاعات الرأي التي توقعت ان يمنى بهزيمة نكراء. ويوجه كيرشنر الانتقاد للسياسة الاقتصادية لمنعم خلال عشر سنوات، معتبرا انها سبب الازمة المالية في 2002 التي ادت بالارجنتين إلى شبه افلاس. وانتقد ايضا سياسة العفو التي طبقها منعم حيال جرائم الديكتاتورية العسكرية (1976 - 1983).