شكك أكاديمي متخصص في علم الإدارة في صحة نتائج الاستبيان الذي أجرته "اريبيان بزنس دوت كوم" حول الولاء الوظيفي لموظفي دول الخليج - وتحديداً السعوديين منهم - وقال بأن النسب التي أعلنتها مخيفة، ومشكوك بصحتها لسببين رئيسيين في رأيه، أولهما أنه لا يعتقد بأن الدراسة اتخذت منهجاً علمياً من حيث سحب العينة التي تم استفتاؤها، ولا نعرف أي الوظائف شملتها الدراسة، وهل أجريت على غير السعوديين أم اقتصرت فقط على المواطنين، ولا نعرف أي الأعمار والمهن شملها الاستبيان .. وذكر أن ثاني الأسباب التي تدعو للشك فيها هو أنه لو كان فعلاً (69%) من الموظفين في السعودية - حسب نتائج الاستبيان - يفكرون في ترك وظائفهم، فإلى أين يذهبون؟ .. خاصة أن نتائج المسح كانت سلبية أيضا في دول الخليج، وبالذات الإمارات التي تعتبر الوجهة الرئيسة لأغلب الباحثين عن عمل في منطقة الخليج، وهي نفسها تعاني من نسبة احتمال تسرب وظيفي مماثل للسعودية (68%)! وأوضح الأكاديمي د. معدي بن محمد آل مذهب أستاذ الإدارة المشارك ووكيل عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة الملك سعود أنه لا يجب أن يُنظر للتسرب الوظيفي على أنه ظاهرة سيئة، إذا كان في حدود المعقول، مع أنه لا يوجد نسبة محددة علميا يمكن الاحتكام إليها، فتسرب الموظفين غير الأكفاء شيء جيد، لكن المشكلة تكمن عندما يتسرب المتميزون وتزداد نسبة تسربهم بشكل ملفت في أي شركة أو جهاز إداري. وفي ظل الازدهار الاقتصادي، عادة ما تزيد نسبة التسرب بين الموظفين المهرة وذوي التخصصات النادرة نظرا لزيادة الطلب عليهم في سوق العمل وحصولهم على عروض مغرية تجعلهم إراديا يتركون وظائفهم وينتقلون إلى وظائف أخرى . وأشار د. آل مذهب إلى أنه في مثل هذه النوعية من التقارير يجب الانتباه إلى مصداقية الأداة التي استخدمت ونوعية الأسئلة التي طرحت والعينة التي سئلت وأسلوب تحليل وعرض البيانات، فالسؤال حول "مدى الارتياح في العمل" يختلف عن سؤال: "هل تفكر في الخروج من منظمتك خلال سنة مثلا أو سنتين للعمل في مكان آخر ولماذا؟". ويعتقد د. آل مذهب أن المسح شمل غير السعوديين إذا لم يكن مُنصبا عليهم. ولهذا، فإنه يجب الحرص من إطلاق مسمى دراسة على هذا المسح السريع الغامض من حيث الهدف والمنهجية، ولا يعتقد أنه يجب أن يُعتد بنتائجه ما لم نعرف هذه المنهجية. يذكر أن نتائج استبيان "اريبيان بزنس دوت كوم"، الذي نُشرت نتائجه في وسائل الإعلام المختلفة في الأسبوع الماضي، قد أظهرت هبوطاً حاداً في الولاء الوظيفي على امتداد دول الخليج، وتصدرتها عمان والسعودية والإمارات، وذكر أنه في السعودية قال 69% من الموظفين إنهم يبحثون عن عمل آخر.