في إطار الفعاليات الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار في قطاع غزة، بدأ آلاف المتظاهرين يتقدمهم التلاميذ في القطاع بالتوجه إلى المناطق الحدودية لتشكيل سلسلة بشرية على طول الحدود، في تظاهرة فريدة من نوعها دعت إليها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة. وفي المقابل عززت قوات الاحتلال من قواتها على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فيما انتشرت قوات كبيرة من الجيش معززة ب 6500من أفراد الشرطة وشرطة حرس الحدود، ورفعت حالة التأهب إلى درجة ما قبل حالة الطوارئ. وأفادت تقارير إسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال أصدرت تعليمات خاصة حول فتح النار تختلف من منطقة إلى أخرى حسب حساسية المنطقة. وأشارت التقارير إلى أن قوات الاحتلال ستستخدم نيران المدفعية للتحذير، وتستخدم وسائل تفريق التظاهرات إذا تقدم المتظاهرون من السياج الحدودي، فيما سيتم استخدام نيران القناصة كوسيلة أخيرة. وقال نائب وزير الأمن الإسرائيلي متان فيلنئي: سنتعامل كما تعاملنا في الانتفاضة الأولى مع تظاهرات جماهيرية حاشدة، وتابع في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية: "كنت هناك عدة مرات مقابل عشرات آلاف المتظاهرين ونعرف كيف نعالج ذلك. طالما أنت جاهز ومستعد ولا يوجد عامل مفاجأة أعتقد أن النتيجة واضحة جدا. وأضاف: سنعمل على استخدام الوسائل المتوفرة كما استخدمناها في السابق من أجل منع اختراق الحدود". وقد انطلقت السلسلة البشرية التي تنظمها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار صباح أمس والممتدة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة باتجاه معبر بيت حانون "ايرز" شمالا رفضاً للحصار المفروض على القطاع منذ تسعة أشهر. وبدأت منذ الصباح الاستعدادات لتنظيم سلسلة بشرية تمتد من معبر رفح جنوبا وحتى معبر بيت حانون ايريز شمالا، وذلك احتجاجا على الحصار المفروض على ابناء الشعب الفلسطيني. وتتجه الأنظار إلى قطاع غزة لمتابعة الحدث غير العادي والاحتجاجات الفلسطينية المبتكرة على الحصار والإغلاق اللذين تفرضهما قوات الاحتلال على قطاع غزة.وقال رامي عبده المنسق الإعلامي للجنة الشعبية فى تصريحات له: "ان هذه الفعالية تأتي استمرارا للفعاليات التي بدأتها اللجنة منذ فترة لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة"، موضحا أن العديد من الجهات والفعاليات الوطنية والشعبية والمدارس الوزارات والجامعات ستشارك فى السلسلة البشرية التي نتوقع ان يزيد عدد المشاركين فيها عن 50الف تلميذ فلسطيني.. وأكد أن اللجنة تهدف من هذه الفعاليات إبراز معاناة أهالي قطاع غزة جراء الحصار المفروض، مشددا على أن اللجنة تقوم فقط بإجراءات أو فعاليات سلمية تهدف فقط إلى إبراز صورة معاناة أهالي القطاع. وحول ما اذا كانت هناك تخوفات من إقدام المشاركين في السلسلة البشرية على اقتحام معبر بيت حانون اليوم قال عبده "نحن في اللجنة الشعبية فعالياتنا كلها سلمية، ولكن يجب على العالم كله أن يعي ويعرف أن هناك شعبا يقتل ويموت جراء الصمت على الحصار المفروض عليه". وطالب عبده العالم ومن هو مسؤول عن هذا الحصار بالتحرك السريع لانهائه تحسبا من أي انفجار محتمل لهؤلاء المواطنين الذين باتوا يعيشون فى سجن كبير ويرون أبناءهم وأقاربهم يموتون دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء لهم جراء إغلاق المعابر ونفاذ الأدوية. من جهه اخرى اخترق الجيش الاسرائيلي أمس بث احدى الاذاعات المحلية في قطاع غزة وأخذ بتوجيه تحذيرات لسكان القطاع من امكانية الوصول الى الحدود. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي في نداءات عبر تلك الموجات: "ان بعض المنظمات تحاول استغلال المواطنين كدروع بشرية وهو ما لا يسمح به الجيش الاسرائيلي". في ذات الاطار أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة جاهزيتها الكاملة لتوفير الأمن لجميع المشاركين في فعاليات "أطول سلسلة بشرية في العالم، ودعت الوزارة المقالة جميع أطياف وفصائل الشعب الفلسطيني للمشاركة في هذه السلسلة البشرية لكسر الحصار". من جانب آخر، استشهد ثلاثة مقاومين اعضاء في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في غارتين جويتين شنتهما الطائرات الحربية الإسرائيلية على مجموعتين تابعتين للقسام في حي الشجاعية في مدينة غزة وبلدة خزاعة شرق خانيونس. وقالت كتائب القسام في بيان لها ان اثنين من مقاوميها وهما هاني أبو صلاح وثائر مصبح استشهدا وأصيب آخران بجراح اثر غارة استهدفت مجموعة رباط متقدمة في منطقة خزاعة شرق خانيونس. وقال شهود عيان ان طائرة إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ تجاه مجموعة من النشطاء الفلسطينيين بمنطقة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وإصابة أثنين آخرين بجراح. وفي الغارة الثانية قصفت مروحية إسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل مجموعة من كتائب القسام في محيط المنطقة الصناعية شرق حي الشجاعية ما أدى إلى استشهاد المقاوم من القسام حسام أبو هين وإصابة اخر بجراح خطيرة. وفي وقت لاحق اعلنت مصادر طبية بمستشفى ابو يوسف النجار أمس العثور على جثمان الشهيد مدحت عايش عواد (22عاماً) من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وقالت المصادر: "ان الطواقم الطبية عثرت على جثمان الشهيد عواد ملقى على الارض بعد ان ظل ينزف لفترة طويلة على الارض شرق المدينة بعد انسحاب قوات الاحتلال فجر أمس من شرق مدينة رفح"، وافادت مصادر فلسطينية ان الشهيد ينتمي الى الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية.