جرت مطالبات يوم أمس باستدعاء المدعي العام لمطالبة سكوتلانديارد بفتح تحقيق حول انتهاكات قام بها أفراد القوات البريطانية في العراق، تتضمن تعذيب وقتل عدد من المدنيين العراقيين الذين أسرتهم بعد كمين نصبته على نقطة تفتيش في جنوب العراق في شهر مايو عام 2004.وقال المحاميان البريطانيان فيل شاينر ومارتن داي ان لديهم اثباتات حصلوا عليها من خلال شهادات فحص طبية قام بها أطباء عراقيون بعد فحص 20جثة، تؤكد بأن الأجساد التي عاينوها تعرضت للتشويه وعليها آثار تعذيب واضحة. ومن ضمن الشهادات التي قدموها كانت هناك حالة قد اقتلعت فيها عين القتيل العراقي عنوة وبشكل بشع، وحالة أخرى كانوا قد قطعوا فيها العضو الذكري للضحية. وكان المحاميان قد طالبا بالتحقيق وقدما إفادتيهما يوم أمس بعد توكيلهما من قبل خمسة من العمال العراقيين الذين كانوا قد سجنوا على أيدي الجنود في المخيم العسكري في منطقة أبو ناجي العراقية، عندما كانوا يعملون في الحقول أثناء حصول مداهمة استمرت لمدة ثلاث ساعات، بعد أن تعرض رتل من القوات البريطانية لكمين من قبل قوات المهدي الشيعية على نقطة تفتيش يطلق عليها اسم "داني بوي" بالقرب من مدينة مجر الكبير العراقية. وقال العمال الخمسة انهم تعرضوا للضرب والتعذيب وسمعوا أصوات صراخ وأناساً يتعرضون للتعذيب طيلة الليل في يومي 14و 15من مايو، وأنهم سمعوا طلقات عيارات نارية وأصوات أناس يتعرضون للقتل. أحد الشهود الخمسة الذين تم استجوابهم في هذه القضية في اسطنبول هو عطية سيد عبد الرضا والذي قال في إفادته "لم أسمع في حياتي صراخاً بالألم من قبل مثل الذي سمعته حينها. لقد أثار فزعي وملأني رعباً". وقال "أينما أدرت وجهي رفسوني في وجهي، واستمروا بفعل ذلك لفترة طويلة لكن بالنسبة لي شعرت أن الزمن توقف. استمروا بلكمي وضربي مراراً وتكراراً. شعرت أنني محاط بمجموعة رجال لا يعرفون الرحمة". قال حسين جباري علي ( 22عاما) وهو احد الشهود في قضية التعذيب "دفع بي الجنود الى الارض وقيدوا يدي وراء ظهري. واستمر أحد الجنود بلكمي مراراً وتكرارا في وجهي. الضربات كانت شديدة ومؤلمة إلى درجة أنني سقطت مغشيا علي. لقد لكموني بقوة خلف الاذن اليسرى بكعب البنادق، وركلني في ظهري اكثر من جندي واستمروا على تكرار ذلك نحو 15دقيقة". الجدير بالذكر أن التحقيق الذي امتد 10أشهر وقامت به الشرطة العسكرية الملكية تضمن التحقيق مع 150موظفاً بريطانياً و 50عراقياً، خلص إلى أن 20عراقياً قتلوا أثناء المعركة المذكورة، و 9آخرين سجنوا في أبو ناجي. وقال حسين عباس فاضل ( 24عاماً) "سمعت في معسكر ابو ناجي صوتاً رهيباً لشخص يتم خنقه او إعدامه شنقاً. كان الصوت مرتفعاً ولا يمكن أن يخطئه أحد. تبع الصوت على الفور أربع أو خمس طلقات نارية أطلقت في الغرفة".