شيع الالاف ظهر اليوم جثمان مجد عبدالعزيز البرغوثي امام وخطيب مسجد قرية كوبر الذي قضى في احد معتقلات السلطة الفلسطينية مساء الجمعة الماضي، وسط مطالبات من عائلته وحركة حماس بمحاسبة المسؤولين عن وفاته، فيما التقى رئيس السلطة محمود عباس وزيرين "حمساويين" سابقين. وانطلق موكب التشييع من مشفى رام الله مرورا بميدان المنارة والشارع الرئيسي المار بمحاذاة المقاطعة مقر الرئاسة)، حيث لوحظ انتشار كثيف للامن الفلسطيني، الذي تدخل لمصادرة الرايات الخضراء التي رفعها المشاركون على سيارتهم. وقد قام افراد الامن الفلسطيني باعتقال اربعة شبان واحتجزوهم لبعض الوقت قبل اطلاق سراحهم. وفي قرية كوبر الى الشمال من رام الله شارك نحو ثلاثة الاف من ابناء القرية والقرى المجاورة في تشييع البرغوثي، بمشاركة ممثلين عن العديد من الفصائل السياسية. والقى محمد البرغوثي وزير العمل السابق في حكومة (حماس) كلمة باسم عائلة الفقيد استنكر فيها الاعتقال السياسي. وقال: "كنت اتمنى لو كانت وفاة الشيخ مجد على يد الاحتلال الاسرائيلي وليس اخوته"، داعيا محمود عباس الى محاسبة المسؤولين عن وفاته. وكان وفد من حركة حماس في الضفة برئاسة الوزير السابق ناصر الدين الشاعر اجتمع، مساء أول من أمس، في مقر المقاطعة برام الله مع عباس، وبحث معه، سبل الخروج من الوضع الراهن، وقضية وفاة مجد البرغوثي في أحد سجون رام الله. ونقل عن مصدر في حركة (حماس) ان الطرفين اتفقا، خلال الاجتماع، على محاسبة المسؤولين عن وفاة البرغوثي، ووضع الآليات لعدم تكرار ما حدث.وكان عباس امر بفتح تحقيق في وفاة البرغوثي من جهة اخرى، أعلن ممثلو كتل برلمانية في المجلس التشريعي اول من امس تشكيل لجنة تقصي حقائق لكشف ظروف وفاة الشيخ مجد البرغوثي. وقال حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي انه جرى تشكيل لجنة تقصي حقائق ستلتقي مسؤولين من الجهاز (المخابرات العامة) والمستشفى والنيابة العامة والطبيب الشرعي وأهل المتوفى وأشخاصاً أفرج عنهم بعد اعتقالهم مع البرغوثي". وتضم اللجنة إضافة إلى خريشة كلا من: حنان عشراوي (الطريق الثالث) وبسام الصالحي وقيس عبدالكريم (كتلة البديل)، وخالدة جرار ( الجبهة الشعبية) ومصطفى البرغوثي (المبادرة الوطنية). وخلت اللجنة من أعضاء من كتلتي (حماس) و(فتح) "حتى تقوم اللجنة بمهامها بعيداً عن التجاذبات السياسية" وفق ما قال خريشة. على صعيد آخر، اظهرت معطيات لوزارة شؤون الأسرى والمحررين أمس أن أكثر من ( 60) ألف مواطن فلسطيني زج بهم في سجون الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى وأن ما يزيد عن (11) ألف معتقل لازالوا يقبعون خلف القضبان وهم موزعون على 27سجنا ومعتقلاً ومركز توقيف. ومن بين المعتقلين ( 98) أسيرة و( 355طفلا دون الثامنة عشرة ) ومئات المرضى و( 352) معتقلا منذ ما قبل أوسلو بينهم ( 237معتقلا) مضى على اعتقالهم أكثر من 15عاما.