يبدو أن عصر الخاطبات ولى من غير رجعة مع بروز ظاهرة جديدة على الفضاء وهي قنوات الزواج، التي انتشرت مؤخرا عبر العديد من القنوات التي تعرض طلبات الزواج بين الجنسين عبر تخصيص مواصفات الطلبات المرغوبة للرجل، وكذلك للمرأة ؛ هذه الظاهرة تثير الكثير من الأسئلة؟ هناك أكثر من خمس أو ست قنوات فضائية للزواج، ومن أشهرها قناة (العفاف) و(الزواج) و(رابط الخير).. وغيرها توجد في القمر (عربسات) وربما في غيره أيضا وتكاد تنحصر عضويتها على السعوديين والسعوديات، لا سيما المطلقات والأرامل. تفوق عضوية الطلبات في هذه القنوات عشرات الآلاف، من الجنسين ذكورا وإناثا. و تتم طريقة الاشتراك عبر معلومات تظهر على شاشة القناة، تشرح طريقة الاشتراك وتتم كالتالي: يرسل الراغب في العضوية كلمة (اشتراك) مثلا، على رقم خدمة الجوال أو موبايلي الظاهر على الشاشة برسالة من جواله. ثم يأتيه الرد فورا عبر أسئلة متقطعة كالتالي: (الجنسية؟ النوع - العمر - المدينة - الحالة الاجتماعية ثم المواصفات المطلوبة في الشخص الآخر - رجلا أو امرأة - ثم مواصفات المشترك) بحيث يجيب على كل سؤال على حدة في رسالة. والإجابة على كل سؤال من هذه الأسئلة يساوي 3ريالات، وبعد استيفاء هذه المعلومات يرسلون للعضو الجديد رقما متسلسلا يظهر في الشاشة بعد سماع الرسالة مباشرة. وعلى العضو حفظ رقمه لمتابعة مروره بصورة دورية. وبعد الحصول على الرقم يمكن للعضو أو العضوة إرسال رسالة لأي رقم من الأرقام المعروضة على الشاشة وحسب رغبة العضو أو العضوة في المواصفات التي يطلبها. ليس هناك إعلام بقيمة الرسالة مثلا، فإذا كتب العضو رسالة تتكون من عشرين كلمة مثلا تكون قيمتها 3ريالات، وإذا زاد كلمة واحدة عن العشرين كلمة يرتفع ثمن الرسالة إلى ستة ريالات مباشرة.؟! تقول المشتركة (ف - ع): (في البداية اشتركت في هذه الخدمة، بحثا عن شخص أتوافق معه في صفاتي، ونتيجة لعدم ظهور الأسماء في هذه الطلبات فقد دفعني ذلك لأجرب حظي.. أصبحت أتواصل مع الأعضاء عبر الرسائل فقط. فإذا أرسلت رقم هاتفي إلى العضو الآخر لا يظهر؟، وكذلك إذا أرسلت له عنوان البريد الاكتروني أو حتى البريد العادي، لا يظهر؟!.. في نهاية الأمر أحسست بأني أهدر المال عبثا في مثل هذه الرسائل الى أشباح لا أعرف عنهم شيئا.. حاولت أن أعرف طريقة للاستفسار عن كل ذلك ولكني لم أستطع).. هذه طريقة بالطبع عقيمة وغير مجدية فضلا عن افتراضها لأوهام كثيرة وجشعها المادي الذي يجعل من حصر التواصل في الرسائل وعبر أرقام الخدمة الهاتفية الخاصة بالقناة ؛ أسلوبا لجني المال على حساب مشاعر الآخرين. بالإضافة إلى أن الغموض الذي ينتج عن مثل هذا التواصل الرقمي ربما يحرف العضو عن مقصده الأصلي، ويجره إما إلى العزوف عن التواصل، أو إلى التواصل بعبارات عاطفية مجهولة العنوان!؟ ومن حق المشاهد أن يتساءل عن جدوى مثل هذه الخدمة؟ إذا كان أعضاؤها لا يستطيعون التواصل بشخصياتهم وعناوينهم مع من يرغبون في التواصل معهم؟ ليكن الاستثمار هدفا ولكن هل من حقهم أن يكون الثمن مشاعر الإنسان.