تشعر دوماً أنك فشلت في استغلال الحياة لصالحك، كثيراً ما دشنت ممرات للوصول اليها، وفشلت حتى في المرور من تلك الطرق التي رسمت معالمها، سبحت كثيراً في فضاء محسوب عليك، توهمت دائماً أنه الأهم، وأن الشجرة الوارفة، التي ستظلك ذات يوم. توهمت أنه اليقين عندما تفقد مصداقية كل من حولك. احتفيت بذلك الفضاء المتسع، واعتبرته سيرتك التي حلمت بها وبتدوينها صرت هو، بل اصبحت أقرب إليه من دواخلك. فضاؤك هو محطتك الاولى، وهو رحلاتك داخل تلك الحياة التي كثيراً ما صفعتك، واتسعت امامك دون أن تصل إلى مفاتيح تفك شفرة هزائمها. كثيرة هي الضربات التي تلقيتها، وكثيرة هي لحظات الهزائم الموجعة. وكثيرة هي لحظات السقوط. السقوط.. وماذا بعده؟ هو نهضت عقب كل هزيمة؟ هل استوعبت دروس الهزيمة؟ هل خفت أن تعاود الهزيمة وتطرق أبوابك؟ يقتلك الخوف، لكنك تظل مبصراً، وترى معالم الطريق وتستعد لمواجهته. تجتهد لمواجهة الهزيمة وتقاسم لحظات الألم مع مفردات أيامك. تتوقف أمام ملامح كل هزيمة، تدقق بها.. هل تتشابه؟. هل ترتكن إلى وجه واحد، يتغير فقط بتغير الأزمنة والأمكنة؟. هل اعتادت على زيارتك لفشلك مرات في التوقيت؟. أم أنها اعتادت عليك لأنك الشخص المناسب لتقبلها، وتلقيها دون إحباط؟ هزمت مراراً.. وصدمت مراراً.. وفشلت كثيراً لكن ما الكارثة هنا؟ هل هي أنك فشلت، وعجزت عن استيعاب دروس الحياة؟ أم أنك كررت أخطاءك مرات واتهمت الفشل بزيارتك؟ يقول أحدهم (الفشل يعلم الإنسان أشياء أكثر من التي يعلمها النجاح). ترى هل تعلمت؟. هل بإمكانك أن تجتاز طاريقاً واحداً فقط لا فشل به؟. أم أن المهم لديك الآن اجتياز هذا الفشل فقط دون التفكير فيما سيأتي.