يغالط الاتحاديون الذين يفسرون الهزيمة (الساحقة) التي تلقاها فريقهم الكروي بأنها هزيمة (عابرة) ثمنها ثلاث نقاط فقط(!!) صحيح أن الكبار يسقطون لكن الواقع أن النتيجة كانت مهينة و(مذلة) للفريق ولعناصره والجهازين الإداري والفني، والفضيحة الكبرى كانت في شكل الفريق ومظهره، فقد تحول إلى (فريق صغير) وخسر على طريقة فرق المؤخرة!! والأعجب من الخسارة محاولة (التغطية) عليها والفشل الذريع فيها بالحديث عن الفرص الضائعة، وعن الحظ، ووصف الأداء بأنه (ممتاز)! ولا أدري أي أداء ممتاز لفريق خسر بالخمسة مع الرأفة، فهل لو كان الأداء جيدا يخسر بالدرزن؟! كلا إنه أداء بليد ودرجته (صفر مكعب، وإذا استمر الحديث على نفس المنوال و(المثالية المصطنعة) والتغني بأهداف في مرمى الفريق ووصفها بأنها (أهداف جميلة) وتوزيع الابتسامات الصفراء في المنصة وترك جانبا الحديث عن فشل حقيقي واضح وعن (أخطاء حقيقية)، فإن الأمر ينذر بمزيد من التخبط والتراجع والسقطات، والدخول في (مواجهات) ساخنة مع الجماهير الاتحادية، التي لن يوقف غضبها إن حدث أي دعم أو مساندة خارجية، ولا تقبل ولا يبيع عليها أحد المثاليات التي تخسر النادي البطولات والإنجازات التي صنعها رجاله خلال السنوات الماضية، لن يقف الجمهور مكتوف الأيدي ويكتفي (بالفرجة) على إدارة تفرط في مكانته وتضيعها بدم بارد. لقد نجحت عملية (ترويض) الإدارة والسير بها في خندق الوداعة، وتحسين العلاقات، وانساقت خلف ذلك وانشغلت به حتى دخلت غرف (بالتوك) المنافسين، ورغم أن البوادر جاءت مبكرا، إلا أن الإدارة تركت الأخطاء (المتراكمة) تكبر و(تكيفت) مع نغمة المثالية حتى وهي تظهر من (طرف واحد) وواصلت ولم تنتبه إلى أن تلقت (الصفعة) الأقوى والسقطة العنيفة، فهل تستيقظ؟ أما اللاعبون فلم يكونوا أحسن حالا، لم يعد مهما عند أكثرهم ما يقدمه (داخل الملعب) والإدارة تتعامل معهم بمثالية وهي لا تستطيع إلا أن تكون كذلك، وإلا لقال لها أصغرهم (أسد عليّ وفي الخارج نعامة)! وعلى نفس المنوال سار الجهاز الفني (مساير الركب)، فأصبح مجاملا وضعيفا، وذلك طبيعي عندما وجد أمامه إدارة لا تسأل ولا تناقش ولا تحاسب؛ فاهتم بالأسماء وإشراك النجوم وتخلى عن منح الفرصة للمواهب، وألغى نظرية إشراك (الجاهز) وتراجع عن بعض قناعاته ولم تعد لديه (شجاعة) الإحلال والاهتمام بدكة البدلاء، وأصبح (مستأنسا) جدا مع النجوم وإن تجاوزوا. وهنا نعيد القول لإدارة المرزوقي إن الاتحاد لم يضره من قبل (سوء علاقاته) مع المنافسين ما دام أنه ينتصر في الملعب ويحقق البطولات، ولن ينفعه (تحسين علاقاته) إذا كان ذلك سيأتي على حساب العمل في النادي والبطولات.. وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه نقول للرئيس مبكرا مبروك بطولة المثالية و(تعيش وتأكل غيرها)! شفرة لا تشعل نارا لا تستطيع إطفاءها.