تعتبر مدينة ديمونة الإسرائيلية ثالث أكبر مدينة في صحراء النقب جنوبي فلسطين الى جانب كل من ايلات ومتسفي ريمون. وتبعد ديمونة حوالي 36كيلومتراً غربي البحر الميت وترتفع عن سطح البحر بحوالي 600متر. هذه المدينة أقيمت في العام 1955بعد وصول 36عائلة يهودية مهاجرة من شمال أفريقيا وقد جاء اسمها من آية توراتية من العهد القديم. وقد أعلنت ديمونة كمجلس محلي في العام 1958وكمدينة عام 1969وبعد ذلك أخذت المدينة في النمو والاتساع في سنوات السبعينيات والتسعينيات بعد توالي موجات الهجرة إليها والتي جاء معظمها من الاتحاد السوفيتي وعدد من الدول الأخرى. وبحسب معطيات اللجنة المركزية للإحصاء عام 2006يبلغ عدد السكان هناك حاليا 33.400نسمة بمعدل نمو 0.6بالمائة سنوياً. وتعتبر البلدة مركزاً للعبرانيين السود الذين لا يزالون يسكنون في مراكز استيعاب المهاجرين القديمة ومنذ العام 1969لم يتمكن هؤلاء من الحصول على الجنسية الإسرائيلية حتى اعترفت بهم الدولة كمواطنين غير دائمين عام 1990الأمر الذي أدى الى توثيق صلتهم أكثر بإسرائيل وبقي الحال على ما هو عليه حتى تم منحهم المواطنة الدائمة عام 2003ويعود ذلك كله الى عدم اعتراف الحاخامية الأرثوذكسية بيهوديتهم. وقد اكتسبت ديمونة شهرتها الواسعة بسبب "قرية الأبحاث النووية" التي تبعد حوالي 10كيلومترات جنوبي المدينة والتي تحتضن المفاعل النووي الإسرائيلي الذي انشئ عام 1958بمساعدة فرنسية، وقد حاولت إسرائيل إخفاء نشاطها النووي عندما أعلنت أن هذه المنطقة مخصصة لصناعة النسيج والأقمشة وبعد ذلك صرح بعض المسؤولين الحكوميين في إسرائيل بأن الحكومة تعمل على بناء محطة نووية لتوليد الطاقة لمحطات التحلية حتى تم فضح الأمر على يدي مردخاي فعنونو الذي قام بتسريب وثائق وصوراً للمفاعل النووي الإسرائيلي ونوعية نشاطه للصحافة العالمية. وتعتبر ديمونة من المدن الهادئة في إسرائيل لعدم تعرضها لأي عمليات استشهادية من جانب الفلسطينيين منذ فترة طويلة بل إن آخر عملية استشهادية كانت في ايلات القريبة منها قبل ما يقارب عاماً ونصف العام، حتى قام فلسطيني بتفجير نفسه في مركز تجاري قديم في المدينة أدى الى مقتل إسرائيلية وجرح 11آخرين الأسبوع الماضي وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في وقت لاحق أن المرأة التي قتلت في هذه العملية هي عالمة فيزياء نووية تدعى ربوب روزدولفكي كما أن زوجها ادوارد جادلين وهو عالم في نفس المجال أصيب بجراح خطيرة. هذه العملية تسببت في حدوث حالة من الهلع بين السكان المحليين وشاركهم هذا الشعور رئيس بلدية ديمونة مائير كوهين الذي قال "إن هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر في ديمونة. لقد بتنا نواجه وضعاً جدياً الآن حيث أصبحت كل المدن في صحراء النقب في خطر". كما رفعت الشرطة الاسرائيلية مستوى تأهبها الى ثاني أقصى درجة في مختلف أنحاء البلاد في أعقاب العملية الاستشهادية في ديمونة. وأصدر المفتش العام للشرطة الجنرال دودي كوهين تعليماته بنشر المزيد من أفراد الشرطة في الأماكن المكتظة بالناس وبتكثيف النشاطات ضد الفلسطينيين المقيمين في البلاد دون تصاريح.