عرضت نحو 130سيدة منتجاتهن الشعبية على الزوار ضمن فعاليات رالي حائل 2008، التي شملت المأكولات والمفروشات الشعبية، وسط تنظيم جيد من القائمين على الرالي تضمن تخصيص اماكن خاصة للزوار لتناول الطعام في خصوصية تامة بعيداً عن الازعاج والاختلاط. ويقدر اجمالي الدخل اليومي للمشاركات في هذه الفعالية نحو 165الف ريال، وقد جذبت منتجاتهن الزوار والمشاركين في رالي حائل بعد ان تضمنت اكلات شعبية مشهورة منها "المرقوق" و"المطازيز" و"الثريد". ودفع الاقبال الكبير من الزبائن على منتجاتهن الشعبية الى مطالبتهن بفتح السوق طوال السنة، او تخصيص مكان لهن وسط المدينة. وقالت ام سليمان احدى المشاركات في السوق "اوجدت قنوات جديدة لتصريف السيولة الناشئة من ارباح البيع في السوق الشعبي، فلقد استطعت منذ مشاركتي في اول تجمع قبل ثلاثة اعوام وحتى هذه السنة في تكوين ثروة لا بأس بها ساعدت بقيامي بافتتاح مشاريع مصغرة تطورت مع تعاقب الايام". واضافت "اعمل في بيع المأكولات الشعبية الحائلية المعروفة ومنها المرقوق والجريش والمطازيز والرغفان، اضافة الى الثريد والتمن والرز العنبر، وغيرها من المأكولات التي عرفت بها منطقة حائل الى جانب العديد من الصناعات اليدوية والحرف ومنها غزل الصوف". من جهتها تعرض ام خالد عدداً من المنسوجات اليدوية في السوق الشعبي التي قامت بنسجها طوال الاشهر الماضية، وبعض المواد التي تصنع بواسطة اليد التي باتت من الاشياء الضرورية والتي لا يستغني عنها سكان البادية، ومحبو السياحة البرية، كمنتجات الخوص التي تعتمد على سعف النخيل، حيث يبدع المنتج في تطريز هذه الخوصيات بشكل جميل وعادة ما تقوم النساء بانتاجها في المنازل وابرزها الحصير الذي يستخدم للجلوس او لسفر الطعام والزنابيل بأنواعها واحجامها والمناسف والمكانس. وتعرض ام بشر الغزل الذي تصل قيمته الى 1000ريال ويتراوح طوله ما بين 7الى 8امتار، كما تبيع (الميركة) المستخدمة في الجيش سابقاً وتوضع على الابل وتصل قيمتها الى 1000ريال، اضافة الى ارسان بقيمة 200ريال للقطعة الواحدة، اضافة الى النطع، والعقل، والمنتجات الليفية التي تعتمد على ليف النخل في صناعة منتجات يدوية بسيطة كالمكانس والحبال، اضافة الى منتجات النسيج بأنواعها المعتمدة بالدرجة الاولى على خيوط الغزل الناتجة من خدمات الصوف، حيث يتم غزلها بواسطة المغزل لتكون خيوطاً ملفوفة على شكل كرة فتشكل عنصراً مهماً في صناعة المفارش والاغطية الخاصة بالبادية كالشال الذي تستخدمه نساء البادية والاغطية المطرزة وبيوت الشعر وقرب الماء. من جانبه قال رئيس السوق الشعبي لفعاليات رالي حائل ان اقامة السوق تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل ليعود السوق بالنفع على ابناء المنطقة ودعماً لمختلف شرائح المجتمع التي تستفيد من مثل اقامة هذه التجمعات الحضارية. وابان ان المنظمين حرصوا على ان يكون سوق هذا العام مميزا فتم تطبيق نظام الفحص الطبي الالزامي للعاملات اضافة الى المتابعة الدقيقة لكل ما يدور بالسوق وقد راعينا انه من المهم اخذ المساحة الجيدة والتنظيم والمساحات المناسبة حتى يخرج السوق نموذجياً وخالياً من العيوب والتقصير اضافة الى تخصيص اماكن خاصة للعوائل كي ينعموا بالخصوصية اثناء تناولهم للاطعمة التي سيشترونها من البائعات. يشار الى ان هناك العديد من الخدمات التي قدمها السوق ومنها البسطات الصغيرة الى جانب الادوية الشعبية والعطارة والعود والبخور والحلي القديمة والملابس التراثية الى جانب وجود المتاحف الاثرية. يذكر ان العاملات في السوق عشن اياماً سعيدة كونهن ساهمن في اثراء المجتمع السعودي بما يتقن من الاعمال اليدوية ليكن واجهة سياحية للمنطقة وانموذجاً يحتذى به لدى كل الفتيات. وتحظى الاسواق الشعبية باهتمام كبير من الهيئة العليا للسياحة ويتلخص دورها في المحافظة على استدامة الاسواق الشعبية واعادة تأهيلها وتطويرها كوجهة اقتصادية وثقافية وسياحية وتطوير وتحسين بيئة عدد من الاسواق الشعبية الحالية لتصبح نموذجاً يمكن الاستشهاد به عند تطوير الاسواق الشعبية المماثلة اضافة الى حل المشاكل التخطيطية للاسواق القائمة في ضوء الوضع الراهن لمخططات المدن التي تقع فيها وتشجيع اقامة الفعاليات التسويقية الشعبية الاسبوعية والموسمية وتحفيز الاستثمار في الاسواق الشعبية، وذلك من خلال توفير فرص عمل وفرص استثمارية سواء في الاسواق او في عرض وبيع المنتجات المحلية وابراز الهوية العمرانية المميزة للاسواق الشعبية ودعم الجانب السياحي والترفيهي والانشطة الاجتماعية والثقافية في داخل تلك الاسواق الشعبية.