يبحث عدد من المختصين في القطاعين العام والخاص واقع ومعوقات انتاج الاغنام بالمملكة وذلك في ندوة تنظمها اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض برعاية معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن الغنيم يوم الأحد 17صفر 1429ه الموافق 24فبراير 2008م بعنوان "أنتاج الأغنام بالمملكة" وتتضمن الندوة عدة اوراق عمل حيث تشارك وزارة الزراعة بورقتي عمل احداهما بعنوان "المشاكل التي تواجه قطاع الاغنام بالمملكة" ويقدمها المهندس محمد بن عبدالله الشيحه وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية يقدم خلالها عرضا لاهم العقبات التي تواجه القطاع والمتمثلة في المشاكل الفنية، المشاكل التسويقية، المشاكل الادارية، المشاكل التمويلية، كما يستعرض في ورقته موجزاً للبيانات الاولية لاحصائيات وزارة الزراعة لاعداد الاغنام (الضأن والماعز) في القطاعين التقليدي والمتخصص وتوزيعها بمختلف مناطق المملكة. وفي الورقة الثانية التي يقدمها المهندس عبده بن قاسم الشريف مدير عام إدارة الموارد الطبيعية بوزارة الزراعة يتناول سبل تطوير المراعي وما تتميز به نباتات المراعي الطبيعية كونها تقدم العلف لحيوانات الرعي والمتمثل في نسب جيدة من البروتينات والكربوهيدرات والألياف والمعادن والفيتامينات مقارنة بالشعير اضافة الى انها اقل من الأعلاف الأخرى. وتقدرالورقة الإنتاج الرعوي المأكول والمتاح لحيوانات الرعي في المملكة بحوالي 7.75ملايين طن مادة جافة سنويا وهو لا يكفي الاحتياجات الغذائية لحيوانات الرعي بالمملكة وان أراضي المراعي في المملكة تعاني من التدهور الناتج عن عدة أسباب منها الرعي الجائر، الرعي التفضيلي، - الاحتطاب - زيادة حجم القطيع للحيوانات والحيوانات المستوردة التي تعتمد على المراعي الطبيعية خلال المواسم، التوسع الحضري على حساب أراضي المراعي كما تحتوي الورقة على جهود الوزارة في التنمية وتطوير المراعي. وفي الجانب البيطري يشارك الاستاذ أحمد بن عبد المنعم زغاوة (أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب البيطري والثروة الحيوانية في جامعة الملك فيصل) بورقة عمل تتركز على الأمراض التي تواجه الأغنام والتي تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين المقدمة وهما مجموعة الأمراض غير المعدية و مجموعة الأمراض المعدية، كما يستعرض أنواع الأمراض البكتيرية، اضافة الى الأمراض الفيروسية. كما سيتحدث في الندوة المهندس هشام عبد الرؤوف الطنوبي مدير مزرعة الخالدية التنفيذي عن التحسين الوراثي للأغنام من خلال التهجين، ويستعرض في ورقته تجربة مزرعة الخالدية في تحسين وتطوير العديد من الجوانب المتعلقة بالإنتاج المكثف للأغنام السعودية المحلية لاسيما النجدي كالتربية، التناسل، الرعاية، التغذية، وصحة القطيع. ويقدم الدكتور محمد بن يحيى الصيادي مساعد الرئيس التنفيذي للتغذية وابحاث الثروة الحيوانية بشركة اراسكو ورقة عمل عن المراحل التطويرية لأعلاف الأغنام في الشركة يتطرق خلالها الى الشعير كمدخل علفي وحيد منذ ثلاثة عقود وما سببه ذلك من انخفاض في الكفاءة الصحية والتناسلية للقطعان المرباة عليه بالإضافة إلى احتكاره في السوق العالمية وتزايد أسعاره حتى وصلت إلى الحد الذي لا يمكن الاعتماد عليه وذلك لوجود مدخلات بديلة تساويه أو تفوق عليه في القيمة الغذائية، ويستعرض في ورقته التجارب الحقلية التي قامت بها اراسكو وتوعية المربي للأغنام بالتدرج في التحول عنه . وتحويله إلى علف مكعب مع إضافة مخلوط الفيتامينات والأملاح مما رفع من قيمته الغذائية وقلل الفاقد منه في التغذية . ثم تحويله على علف تسمين بالإضافة إلى الشعير. كما يقدم محسن ناصر الغربي مدير الإنتاج الحيواني بالشركة الوطنية الزراعية ورقة عمل عن تجربة الوطنية الزراعية في إنتاج الأغنام، وتستعرض تربية وإنتاج الأغنام في الوطنية الزراعية و أنواع واستراتيجيات التربية والإنتاج في الشركة من حيث أساليب الرعاية والإدارة والبرامج البيطرية ونظم الإنتاج والتغذية المتبعة مع التطرق لبعض أوجه المقارنة بين الأساليب القديمة وما استحدث من وسائل معلوماتية حديثة في أسلوب الرعاية والتسجيل للأغنام. وكان الأستاذ محمد أبونيان عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الزراعية بغرفة الرياض قد بين ان الندوة تهدف إلى دراسة ومناقشة واقع ومستقبل أنتاج الأغنام التقليدي منها والمتخصص والوقوف على المقومات اللازمة للنهوض بهذا القطاع بكافة جوانبه. وأضاف أن الندوة ستتناول عدة محاور رئيسية منها : تحديد معوقات أنتاج الأغنام بالمملكة، مقومات نجاح أنتاج الأغنام بالمملكة، محاولة تحديد رؤى مستقبلية لقطاع الأغنام، الحد من استيراد الأغنام الحية وأهمية تغيير النمط الاستهلاكي للحومها، تسليط الضوء على بعض التجارب الناجحة في انتاج الأغنام على المستويين المحلي والدولي، عقد لقاء مفتوح مع المربين التقليديين. واضاف ان انتاج الأغنام في المملكة يعتمد على النمط التقليدي الذي يمثل ما نسبته 80% - 85% من قطاع الأغنام في المملكة ويعتبر هذا النوع من النشاط مصدر رزق الكثير من أهل القرى والبادية ولذلك تحرص الدولة منذ أكثر من ( 28) عاماً على دعم هذا القطاع والذي من أهم مقوماته استيراد الشعير ودعم سعره بشكل مستمر. واكد ابو نيان ان الدولة حريصة على بقاء هذا القطاع واستمراره من خلال دعم أعلاف الماشية حيث تقدر الكمية المستوردة من الشعير لعام 2005م بستة ملايين طن ويشكل ذلك ما نسبته 35% - 40% من إجمالي الشعير المتاح عالمياً، وتقوم الدولة حالياً بدفع إعانة قدرها 700ريال للطن من الشعير المستورد، وأقرت الدولة رفع مستوى إعانة الذرة الصفراء وفول الصويا والذرة الرفيعة إلى 500ريال للطن. الا انه مع هذا الاهتمام الكبير من الدولة لهذا القطاع يؤكد بعض الخبراء بأن هذا القطاع لا يزال بدائياً وتقليدياً ويواجه الكثير من المشاكل الفنية والتسويقية والإدارية، من أهمها ارتفاع تكاليف التغذية وانتشار الأمراض إضافة إلى عدم تكافؤ المنافسة بين التربية المحلية والمستورد، إذ يبلغ ما تم استيراده لعام 2005م حوالي 5.5ملايين رأس من الغنم الحية وهو رقم يعتبر كبير جداً يجب التفكير في خفضه وذلك لما يسببه هذا الاستيراد الضخم من دخول الأمراض والإضرار بالتربية المحلية وتوفير المزيد من الأعلاف وتزايد الانفاق على دعم الأعلاف على حسب رؤية الخبراء في هذا القطاع.