لا أظن أحداً من القراء لم يسمع بحفل جوائز الأوسكار الذي سيبلغ دورته الثمانين بعد أيام قليلة. ورغم شهرة "الأوسكار" إلا أنه ليس سوى حفل تكريم لا يستمر لأكثر من أربع ساعات مرة كل عام وتتنافس فيه الأفلام الأمريكية بشكل رئيسي. لا أقول هذا الكلام تقليلاً من أهمية الجائزة أو صداها الإعلامي والثقافي، ولكن لأن المهرجانات السينمائية أكثر أهمية من الجوائز في كثير من الأحيان. فعروض مهرجان تورنتو السينمائي الجماهيرية أو أفلام مهرجان سنداس غير المشهورة تفتح طريق النجاح على مصراعيه أمام صناع سينما جدد كل عام وتعرّفهم على المنتجين والمهتمين من كل أنحاء العالم. في منطقة الخليج ورغم تواضع الحراك الثقافي والفني والسينمائي على وجه الخصوص، إلا أن مهرجاناً في غاية الأهمية يولد هذا العام بشكل جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة وهو مهرجان الخليج السينمائي. تأتي أهمية المهرجان من كونه يهتم بشكل أساسي بالتجارب السينمائية أو الفيلمية الشابة والمبتدئة ويوفر لها مناخ العرض والنقد الملائم لحداثتها وجدّها. وإذا كان هناك أمل في أن تكون السينما الخليجية ذات قيمة فنية وفكرية مميزة فلا بد أن ينطلق هذا الأمل من هذا المهرجان. ما يميز مهرجان الخليج السينمائي عن غيره من المهرجانات العربية، أنه مهرجان يعنى بالسينما والسينما فقط، ليس فيه مكان لأسماء رنانة تبحث عن تلميع، أو أفلام تعرض مجاملة لتاريخ صانعيها، والأهم من ذلك أنه ليس مهرجان أستاذية وتلقين بل هو مهرجان شغف وحب خالص للفن السابع. إذا كنت تعشق السينما، احرص على حضور الدورة القادمة من المهرجان في مدينة دبي، لن تجد نقاداً يعانون من عقد نقص، أو مخرجين ينظّرون لما فشلت أعمالهم أن توصله، بل ستجد جواً سينمائياً يدفعك لأن تعود بفيلمك الأول في الدورة القادمة!.