تفاقمت خلال هذه الأيام مشكلة عدم توفر الدقيق بكميات كافية في بعض مراكز بيع الجملة في أسواق مدينة بريدة وعدد من محافظات وقرى وهجر منطقة القصيم ما تسبب في إغلاق بعض المخابز اليدوية في بعض الأحياء والقرى والمراكز أبوابها وتعطيل نشاطها أو الحصول على الدقيق بأسعار مضاعفة من خلال السوق السوداء التي بدأ يقودها بعض العمالة الآسيوية وغيرها من العمالة التي بدأت تصطف ضمن طوابير المواطنين الراغبين شراء الدقيق عند محلات الجملة، حيث تقوم هذه العمالة ببيعها بأسعار زائدة على المضطرين من أصحاب المخابز اليدوية او التواجد في تلك الطوابير من اجل الحصول على تلك الكميات لصالح بعض مربي الماشية، حيث يقومون باستخدام الدقيق بديلاً عن الأعلاف التي ايضاً ارتفعت اسعارها بشكل كبير جداً. مما أدى إلى تذمر الكثير من المواطنين لعدم حصولهم على حاجتهم الشخصية بطرق ميسرة خاصة الذين يسكنون خارج المدن وكذلك ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمواد التموينية الأخرى مما شكل عبئا على الأسر محدودة الدخل. وللوقوف على أسباب هذه المشكلة التي ظهرت بشكل مفاجئ فقد توجهت "الرياض" إلى أقرب مصدر رئيسي لإمداد الأسواق والمخابز بالدقيق بالمنطقة، حيث صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم، وذلك للتعرف على أسباب وملابسات هذه المشكلة، حيث التقت بمدير عام الصوامع بالقصيم عبدالله الصالح البراك الذي أوضح اسباب هذه المشكلة وجهود مصانع صوامع الغلال بالقصيم في محاولة حلها. كما التقت "الرياض" بعدد من المواطنين الذين أبدوا تذمرهم من هذه المشكلة التي انعكست على عدم توفر الاعلاف في اسواق المنطقة بشكل كاف وبأسعار مقبولة التي تقوم الصوامع بتوفير كمية منها لحاجة السوق وحاجة مربي الماشية. مصانع الصوامع بكامل الطاقة الإنتاجية البراك: طاقة مصانع صوامع القصيم لم تتغير وهي تعمل بكامل طاقتها التصميمية على مدار ثلاث ورديات عمل يومياً على مدار أيام الأسبوع وخلال أيام العطل والمناسبات وهذه تمثل الطاقة التصميمية القصوى التي تبلغ 900طن قمح في اليوم أي ما يعادل 720طن دقيق يومياً والتي تعطي 16الف كيس دقيق. مشيراً إلى أن الصوامع لم تتوقف عن إمداد الأسواق بحاجتها المعتادة من الدقيق أو من الأعلاف التي تنتجها كما أن الاسعار لم يطرأ عليها أي تغيير أو تعديل. طاقتنا تغطي أكثر من منطقة إلى جانب منطقة القصيم يؤكد البراك أن مطاحن صوامع الغلال بالقصيم ملتزمة بتغطية حاجة سوق المدينةالمنورة بنسبة 35% من الطاقة الإنتاجية للمطاحن ونسبة 15% من الطاقة لمنطقة حائل بالإضافة إلى كميات تغطي حاجة أسواق الزلفي والدوادمي وعفيف وساجر. مشيراً إلى أن تشغيل مطاحن المدينةالمنورة خلال الأسابيع القادمة وبعدها مطاحن حائل ثم الجوف وكذلك تشغيل المطحنة الخامسة في صوامع الغلال بالرياض سوف يسهم في حل هذه المشكلة، حيث سيتم توفير حوالي 60بالمائة سوف تضاف إلى حصة لسوق المنطقة. سبب المشكلة وعن سبب المشكلة يؤكد مدير صوامع القصيم عبدالله البراك بأن آلية توزيع الدقيق على المخابز والمطاعم التي تحصل على الدقيق من الصوامع بشكل مباشر لم تتأثر وهي كاملة أو شبه كاملة مشيراً إلى أن الشكوى تأتي من المخابز أو المطاعم التي تؤمن حاجتها بواسطة الموزعين بشكل مباشر الذين اقبل عليهم مربو المواشي واصحاب المشاريع الذين يعتقد بأنهم يستخدمون الدقيق بدل أعلاف المواشي، حيث ان سعر كيس الشعير ارتفع الآن من 28إلى 50ريالا أي ما يزيد عن ضعف سعر كيس الدقيق، وبالتالي فإن مربي المواشي يفضلون ويقبلون على الدقيق بدل الشعير كعلف لمواشيهم في ظل هذا الارتفاع لسعر الشعير ومن هنا نشأت المشكلة. دور الصوامع في توفير الأعلاف يقول البراك بأن مصنع الأعلاف بفرع المؤسسة بمنطقة القصيم يقوم بإنتاج جميع انواع الأعلاف المتعارف عليها لمراحل نمو الحيوانات أو الطيور والأسماك والأرانب وأنه نظراً لارتفاع أسعار الشعير والمواد العلفية الأخرى الخاصة بالماشية وبتوجيهات مباشرة من الإدارة العامة للصوامع فقد تم التركيز على إنتاج الأعلاف المركبة لتسمين الماشية وكذلك إنتاج وتعبئة النخالة بقدر الإمكان نظراً للطلب الكبير عليها في الأسواق لوجود نسبة عالية من مربي الإبل والأغنام مقارنة بما يستهلك من المنتجات الأخرى من الأعلاف. وهذا لا يعني إيقاف الانواع الأخرى كأعلاف الابقار الحلوب والعجول والدواجن بمراحلها. ضوابط بيع الأعلاف مباشرة من الصوامع يشير البراك إلى أن هناك ضوابط يتم من خلالها بيع الأعلاف على العملاء ومنها وجود وثيقة الزكاة (البروة) أو شهادة إثبات إعداد ماشية صادرة من فروع وزارة الزراعة وأن يكون داخل خدمات المنطقة الإدارية والمناطق التي يؤمنها الفرع بالدقيق فقط، كما يشير إلى أنه تمت تهيئة مكتب لاستلام الوثائق من المواطنين وإصدار مواعيد يحدد له بموجب مذكرة مراجعة بمعدل 80مواطناً يومياً وكحد أدنى على الطبلية الخشبية الواحدة تعبئة المصنع عشرون كيساً فقط وبالتالي فإن المبيعات تكون مضاعفات العشرين كيساً، وفي الوقت الحالي ليس هناك قدرة على تجاوز 160كيساً للمواطن الواحد الذي يمتلك أكثر من 900رأس من الأغنام أو أكثر من 140رأساً من الإبل. الحربي: 20كيساً بعد انتظار 3شهور المواطن مانع محسن الحربي من الدليمية بالقصيم يقول بأن الكمية التي نحصل عليها من الأعلاف لا تكفي والبالغة 20كيساً من الأعلاف بعد انتظار طويل يستمر لمدة ثلاثة أشهر مشيراً إلى أن لدية 75رأساً من الإبل وأن هذه الكمية غير كافية خاصة في ظل ندرة الأمطار هذا العام والأعوام الثلاثة الماضية التي شهدتها البلاد. العتيبي: انتظار طويل وسوق خالٍ يضيف المواطن مطلق محمد العتيبي من ساجر بأن مستودعات الأسواق شبه خالية مما تسبب في ارتفاع الأسعار في السوق. ويشير إلى أن مواعيد الحصول على الأعلاف من الصوامع طويلة حيث حصل على موعد بتاريخ 1428/12/26ه وموعد التسليم المحدد له في 1429/2/19ه وكمية تتراوح ما بين 20إلى 40كيساً من الأعلاف وأن لديه أكثر من 400رأس من الماشية، كما يؤكد بأن هذه الماشية لديه تستهلك أعلافاً يومياً في حدود أربعة أكياس من الأعلاف وأنه يؤمن حاجة ماشيته من النخالة من خلال السوق بسعر 42ريالاً للكيس و 45ريالاً لكيس المكعبات بينما تباع في الصوامع بسعر 24ريال. منيف بجاد: المواعيد الطويلة ترهقنا يقول منيف بجاد العتيبي نحن من البادية وبحاجة إلى كميات أكبر حتى لا نضطر إلى التردد على الصوامع كما يشير إلى أن الكمية التي تم تحديدها له غير كافية في ظل مواعيد التسليم الطويلة. أسباب الزحام على الشعير في صوامع القصيم يقول البراك إن أسباب الزحام الموجود في صوامع القصيم ترجع لعدة أسباب منها أن منطقة القصيم تتوسط مناطق المملكة وكذلك فإن معظم المربين والبادية في المراعي المجاورة مرتبطون إدارياً بالمنطقة وهذا ما يزيد الالتزام نحوهم إضافة إلى أن مشاريع الأغنام الكبيرة تتركز في المنطقة أو قريباً منها. ويضيف البراك بأن الشعير المستورد خلال العشر سنوات الماضية لا يقل سنوياً عن 6ملايين طن أي ما يعادل 120مليون كيس، يستهلك سنوياً وبأسعار لم تتجاوز 28ريالاً للكيس بينما وصل سعر الكيس حالياً إلى 50ريالاً إضافة إلى أن الأغلاف الأخرى المجففة كالبرسيم والذرة لم يتجاوز سعر البالة وزن 18كيلوجراماً ما بين 6إلى 7ريالات للبالة بينما وصل سعرها الآن ما بين 18إلى 20ريالاً ويضيف البراك بأن أسعار أراسكو للأعلاف المركزة ومكعبات التسمين كانت في حدود 30ريالاً أما الآن فقد وصلت إلى 46ريالاً في السوق، وقال إننا إذا قارنا الكمية التي يتم استيرادها بإنتاج مصانع المؤسسة العامة للصوامع فإن الإنتاج من أعلاف بأنواعها لا يصل إلى 20بالمائة من احتياج السوق، ولذلك فمن الطبيعي أن يكون هناك ضغط كبير جداً على فروع الصوامع. وقال إذ رأينا أن فرع منطقة القصيم يقع كما أشرت في هذا الموقع المتوسط وحوله معظم مربي الماشية من أصحاب المشاريع الكبيرة والبادية فبالتالي فإنهم بدون شك سيبحثون عن المصدر الأقرب لهم لتأمين احتياجهم، وإذا قارنا في السعر فإن الأسعار في فرع المؤسسة للنخالة الحيوانية 17ريالاً ولمكعبات التسمين 24ريالاً وهذا مما لا شك فيه يدفع أصحاب الماشية إلى وجهتين إما التوجه إلى الصوامع لتأمين كامل الاحتياجات وهذا لا يمكن أن يتحقق لزيادة الطلب ومحدودية الإنتاج وفق الطاقة التصميمية للمصنع أو يتجهون إلى استغلال الدقيق واستخدامه كبديل للأعلاف لأسعاره الجيدة المدعمة من الدولة للمواطنين والذي لا يتجاوز سعر الكيس زنة 45كيلواجراماً 22ريالاً، وبالرغم من تقديم الدولة دعم مقداره (700) ريال لطن الشعير فإنه ما زال سعره يتراوح ما بين 50إلى 47ريالاً للكيس في السوق علماً بأن سبق أن صدر أمر سامي كريم بإعانة أصناف من المواد الرئيسية الداخلة في تصنيع الأعلاف لكنه لم يتم حتى الآن الإنتاج التام من الشركات لهذه المنتجات وعرضه بالأسواق للتخفيف من أزمة الأسعار الحالية حيث سينخفض السعر إلى حدود معقولة ومقبولة بعد الإعانة. التويجري ممثل الصوامع في الأسواق: في بريدة الزحام بسبب العمالة والكميات تباع من على ظهر الشاحنات يشير عبدالله بن عبدالعزيز التويجري ممثل الصوامع في الأسواق مع مندوبي وزارة التجارة في المرور على أسواق المواد الغذائية ببريدة بأن الكميات التي تصل إلى أسواق الجملة في بريدة تباع من على ظهر السيارة وذلك بسبب الزحام وزيادة الطلب على الدقيق، كما أشار التويجري إلى أن هناك عمالة لا يحملون تراخيص مخابز أو مطاعم تزاحم المشترين ومعظمهم وسطاء للسوق السوداء لتصريف تلك الكميات من الدقيق كأعلاف وبعض هذه العمالة مدفوعون من بعض مربي الماشية للحصول على أكبر كمية من الدقيق للأعلاف، وعن الأسعار قال التويجري بأنها يجب أن تكون في الأسواق بفارق مقداره ما بين ريالين إلى ثلاثة ريالات عن سعر الصوامع. وقال أن الأسعار في حال عدم وجود ممثلي التجارة ومندوب الصوامع فإن البائعين خلال هذه الأيام لا ينضبطون في البيع بالأسعار المحددة، وقال بأن بعض المحلات تقوم بتجزئة الكيس الكبير إلى أكياس صغيرة زنة 10كيلوجرامات لتحقيق فروق سعرية إضافية. وأضاف التويجري بأن جهود فرع وزارة التجارة ساهمت في ضبط السوق، مطالباً التجارة بمواصلة التواجد في الأسواق.