كنت أحشو مسدسي لأقتله وكان يعد بندقيته ليقتنصني، كنت جاهزا له وكان هو مستعدا لي، طرق بابي أحد رجالي ودخل عليه أحد جنوده وكلاهما يقولان ان الوقت قد حان أوانه ، انطلقت بجمعي وتحرك هو بعصبته، دافعي كان هو الحقد ومحرضه كان هو الكره، ورغبتنا كانت واحدة.. الانتقام، لو حاورته لأقنعك ولو ناقشتني لأيدتني هو قتل حبيبتي وأنا قتلت أمه، تحصن هو ببرجه وركضت أنا نحوه، حصدت كتيبتي فرقته واقتنصت رصاصاتهم جنودي، تساقط الرجال من حولي وبقيت أنا متجها اليه وتناقصت مجموعته وظل هو يصعد الى المنارة ليرصدني، ثم لمحته وهو رآني وبسرعة البرق أطلقت عليه وبومضة صوب علي ولحظة صمت مرت بيننا.. ثم تأوه هو وتألمت أنا، رصاصته اخترقت قلبي وطلقتي مزقت فؤاده، وتذكرت حينها كيف كنت وكيف كان. كنا معا وكنا سوية كان صديقي وكنت رفيقه، إن حزنت أنا بكى هو وإن تبسمت شفتاه ضحكت أنا، سخرنا من الحياة وتجاهلنا الواقع، دائماً ما أتفق معه وأبدا لم يخالفني، فجأة أنا عدوه ومن دون مقدمات صار هو خصمي، ولا أدري ما الذي حدث ولا هو يعلم ما الذي حصل، وإنما هكذا أصبحنا وأمسينا على كنت وكان.