قبل التطرق للب الموضوع دعونا نسرد لكم بعض الإحصائيات السريعة التي قام بجمعها موقع (secret-life.org) عن استخدام الهواتف الجوالة في الولاياتالمتحدة. ففي هذه الإحصائية التي أجريت عام 2006هناك أكثر من 233مليون هاتف جوال مستخدم في الولاياتالمتحدة، كما أن معدل استبدال جهاز الجوال بآخر جديد يتم كل 18شهرا وأخيرا يتم التخلص من 10ملايين جهاز جوال سنوياً. معلومات أخرى مثيرة، تحتوي الهواتف الجوالة على عدد من المواد الخطرة منها الانتيمون والنحاس والنيكل والكروم والتي ربطت بشكل أو بآخر بأمراض السرطان والجهاز العصبي والجهاز المناعي. يضاف إلى ذلك أن الهواتف الجوالة تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب، ففي كل 200هاتف جوال هناك كمية من الذهب تكفي لتصنيع خاتم. هذه الحقائق المثيرة والمخيفة في ذات الوقت هي ما دفعت بمنظمات المحافظة على البيئة مثل منظمة الأجهزة الخضراء (greenergadgets.com) في الولاياتالمتحدة لعمل دليل شامل بالأماكن التي يمكن إرسال أجهزة الجوال القديمة ليقوموا بدورهم بعملية تدويرها أو إعادة تصنيعها وتصديرها لدول آسيا وأفريقيا. والآن، دعونا نسأل أنفسنا كم لدينا من هاتف جوال منذ بدء اقتنائنا له؟ وما هو المعدل السنوي لتغيير هواتفنا الجوالة؟ وهل يوجد لدينا في المملكة شركات أو منظمات مهتمة بتجميع وإعادة تصنيع الهواتف الجوالة؟ وماذا يحصل فعليا لهواتفنا القديمة عند رميها في سلة الحاويات، مع العلم بأن هناك قانون في إحدى الولاياتالأمريكية تفرض غرامة على من يتخلص من الأجهزة الالكترونية ومن ضمنها الهواتف الجوالة في سلة الحاويات!!! هذه الأسئلة وغيرها مما تقفز إلى الذهن بين الفينة والأخرى حينما نشاهد إعلانا عن أحدث موديل للهواتف الجوالة، يدعونا إلى التفكر في مستقبل البيئة في المملكة العربية السعودية في ظل تنامي استهلاك الأجهزة الالكترونية ويحثنا على التفكير بطرق للتخلص من هذه الأجهزة بأقل الأضرار. فهل هناك مبادرات على مستوى وطني للحفاظ على البيئة من أجهزة الجوال القديمة؟! [email protected]