انتشر في اليابان منذ أكثر من سنتين فكرة استخدام الهواتف الجوالة لمسح رمز صوري يطلق عليه اسم كيو آر كود (QR Code) بعدسة كاميرا الجوال ليتحول هذا الرمز لرابط تشعبي يجلب لك معلومات من الانترنت. هذه الفكرة المتمثلة بربط العالم الحقيقي بالانترنت باستخدام هواتف الجيل الثالث، بدأت تلاقي رواجا في مختلف دول العالم وبدأ البعض باستخدامها في تطبيقات عدة سنذكر بعضا منها في هذا التقرير. كما أنه بالبحث عن تعريف بمثل هذه التقنية في المواقع العربية سنجد أن هناك مواقع معدودة اهتمت بتسليط الضوء على التقنية وأهميتها. في هذا التقرير سنعمل على التعريف بأنظمة الباركود والاختلافات فيما بينها كما سنعطي بعض الأمثلة على أنظمة باركود يمكن تجربتها وأخيرا سنختتم هذا التقرير بذكر بعض من التطبيقات المفيدة لأنظمة الباركود الثنائية. ما هو الباركود؟ يعرف موقع ويكيبيديا الباركود (Barcode) على أنه تمثيل بياني للمعلومات يمكن للآلة قراءتها وتحويلها لبيانات مفهومة. تمثل هذه البيانات على شكل خطوط داكنة بسماكات مختلفة تتحول بعد قراءتها بواسطة الحاسب إلى صفر أو واحد. ويتطلب لقراءة رموز الباركود وجود جهاز متخصص يدعى قارئ الباركود (Barcode Reader) مزودة ببرنامج خاص لتحويل الرمز لمعلومة. * هناك نوعان من تقنية الباركود هما: الباركود الأحادية (الخطية): ونعني بها الرموز التي تستخدم خطوطاً عامودية لتمثيل البيانات. ومن أشهر هذه الرموز رمز UPC التي توضع على المنتجات والسلع التجارية. أما تقنية الباركود الثنائية: فنعني بها الرموز التي تقوم بتمثيل البيانات باستخدام المحور الأفقي والعامودي. ويأتي من هذه التقنية شكلان: الشكل الأول ويستخدم فكرة وضع البيانات على شكل خطوط متراصة أفقيا وتسمى هذه الطريقة (Stacked). أما الشكل الآخر فيستخدم فكرة وضع البيانات بشكل مربع أو دائري أو مضلع على هيئة مصفوفة وتسمى هذه الطريقة (Matrix). وتختلف تقنية الباركود الثنائية عن الباركود الأحادية في أن الباركود الثنائية يمكنها تخزين مقدار كبير من المعلومات قد تصل إلى 3000حرف بينما الباركود الأحادية قد تستوعب حتى 15حرفا. أنظمة الباركود الثنائية من أشهر الأنظمة للباركود الثنائية هو نظام QR code ، هذا النظام الذي طرح عام 1994بواسطة شركة Denso Wave كان يستخدم في بداياته في أحد مصانع السيارات وذلك لمتابعة القطع اللازمة للتصنيع. بعدها انتشر استخدام النظام مع ظهور الهواتف المدعمة بكاميرا الجوال. ومن تجربة شخصية يتميز البرنامج القارئ للباركود بسرعة كبيرة في تمييز الرموز الباركودية وأيضا بدعمها لعدد كبير من الهواتف الجوالة. حتى أنه من المقرر أن تقوم شركة نوكيا للهواتف الجوالة بتركيب قارئ QR code مع النسخ الجديدة من هواتفها الجوالة ضمن حزمة التطبيقات المثبتة في الجهاز. ويمكن تكوين الباركود الخاص بك عن طريق زيارة موقع QR Code Generator وإدخال إما رابط موقعك على الشبكة العنكبوتية أو إدخال نص باللغة العربية أو رسالة نصية أو رقم هاتف ليقوم الموقع بتحويله لباركود. نظام آخر يسمى BeeTagg ومن اسم النظام يتضح أن النظام يستخدم فكرة خلايا النحل في تمثيل البيانات. النظام طور عن طريق شركة هولندية ويمكن تحميل برنامج قارئ خاص على جهازك الجوال مجانا من موقع الشركة. كما تستطيع بواسطة هذا النظام تكوين باركود لعنوان موقع إنترنت أو عنوان لخلاصة موقع أو بطاقة أعمال. http://www.beetagg.com وبالطبع لا ننسى نظام Semacode الذي تطرقنا له في مقال سابق، ولكن النظام مخصص فقط لعمل باركود لعناوين مواقع الانترنت فقط. وآخر نظام سنتطرق له هو نظام Shotcode، حيث يمثل النظام رمز الباركود على شكل دائرة يمكن قراءة محتوياتها ببرنامج مجاني يمكن تحميله من موقع الشركة يتناسب ونوع هاتفك الجوال. غير أنه لا يمكن عمل الرمز من دون الاشتراك المدفوع في الخدمة. * تطبيقات الباركود في الحياة العملية استخدامات تقنية الباركود لا حدود لها فمن الطب للتجارة ومن التعليم للسياحة. فعلى سبيل المثال يمكن استخدام رموز الباركود على بعض السلع التجارية لإعطاء المشتري معلومات أكثر عن السلعة. وهذا ما بدأت بتطبيقه شركة عالمية للوجبات السريعة، حيث ضمنت مع كل صندوق وجبة بباركود صغير يحتوي على معلومات صحية عن الوجبة. أما في مجال الطب فيمكن تزويد بعض العقاقير الطبية بباركود تحتوي على رابط لموقع العقار وآثاره الطبية. كذلك يمكن استخدام الباركود في السياحة وذلك بتزويد السائح ببرشورات أو أدلة سياحية تحتوي على رمز باركود لمنطقة سياحية معينة يمكن الاستفادة منه للوصول للمنطقة المطلوبة أو معرفة معلومات أكثر عن المنطقة. كما أنه بدأ انتشار رموز الباركود كبديل للطوابع البريدية و الأختام. وحتى في المطاعم الأجنبية يقوموا بوضع رمز باركود ليترجم قائمة الطعام من لغة لأخرى. وأخيرا تطبيقات الباركود في التعليم كثيرة منها القيام بتزويد الطالب برمز باركود بعد نهاية المحاضرة ليقوم بمسح الرمز وتوجيه هاتفه الجوال لموقع المادة على الشبكة ليعمل بعدها بتحميل امتحان تقويمي لما تم شرحه أو يطرح سؤالاً أشكل عليه فهمه. الخاتمة إن التطورات التقنية الحاصلة في الهواتف الجوالة جعلت من تقنية الباركود متاحة للجميع. فيكفي أن يكون لديك هاتف جوال مدعم بكاميرا ويدعم الجيل الثالث لتتمكن من الاستفادة وتجربة تقنية الباركود. وكل ما عليك بعد قراءة هذا المقال هو التوجه لموقع http://qrcode.kaywa.com/ وتحميل برنامج يتناسب مع هاتفك الجوال لتتمكن من قراءة الرموز التي أدرجناها في هذا التقرير. مصادر http://en.wikipedia.org/wiki/Barcode http://en.wikipedia.org/wiki/QR_Code http://www.shotcode.com/ http://semacode.com [email protected]