هل يمكن لنا أن نتصور أن شخصاً بمفرده يمكن أن يحدث عصفاً "ليس ذهنياً" وإنما مكانياً (إذا جاز لنا التعبير) ويكون نتاج ذلك العصف تغيير كلي للصورة النمطية المأخوذة عن ذلك المكان؟! بزيارة واحدة (الآن) لشاطئ العقير على ساحل الخليج العربي الذي لا يبعد عن حاضرة الاحساء سوى 70كيلو متراً، والذي يبعد نحو 400كم من مدينة الرياض، سيمكن لك أن تقول أن الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان مقدرة هائلة قادرة على التغيير إذا توفرت النية الصادقة والعمل الجاد والرغبة الجامحة لإحداث عمل حقيقي، الغرض منه تأدية الواجب الذي أسند إليه من قبل ولاة الأمر، وقبل هذا مخافة الله، وبعده حب متدفق وغير منقطع للوطن الكبير!! المهندس فهد بن محمد الجبير رئيس بلدية محافظة الاحساء مثال حي لكل ما ذكرناه، فهذا الرجل الذي استطاع وفي غضون زمن قصير جداً قياساً بالنقلة التي أحدثها على شاطئ كان في الأمس القريب مليئاً بالبؤس، أحدثت فيه عوامل التعرية والزمن القديم آثار لا يتخيل أحد أن عملاً ما ممكن أن يزيل تلك التجاعيد، ويبدلها بوجه حسن ملئ بالخضرة. المهندس فهد استطاع أن يغير الصورة البائسة لشاطئ العقير، فصار الشاطئ يجتذب تدريجياً أبناءه الذين اضطروا وخلال عقود من الزمن الذهاب إلى مدينة الدمام للتنزه على البحر والتمتع بشاطئها الساحر رغم وجود العقير على بعد رمية حجر. المهندس فهد بن محمد الجبير رئيس بلدية الاحساء وخلال اتصال أجرته معه (الرياض) قال: إن ما تم في العقير يمثل المرحلة الأولى لتطوير الشاطئ والتي نفذ منها الجزء الأكبر وهو الآن في مراحله الأخيرة وقد أصبحت مهيأة لاستقبال المتنزهين ورواد الشاطئ، كما أن المرحلة الثانية قد بدأت وهي ماضية بفضل من الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين. (الرياض) كانت على شاطئ العقير خلال الأيام القليلة الماضية والتي صادفت إجازة منتصف العام الدراسي، وشاهدت عن كثب التطور الرائع (قياساً بالجهود الذاتية لبلدية الاحساء) . فبمجرد وصول مرتاد الشاطئ ويتجه إلى قسم العائلات سيرى المظلات التي صممت بطريقة تحوي جانب الخصوصية ولم تغفل الجانب الجمالي الجذاب إضافة إلى سماحها بمرور الهواء بشكل سلس ومريح، ويحيط بهذه المظلات بساط من العشب الأخضر وعلى مساحات كبيرة تريح النظر إليها، وتبدوا أكثر راحة عندما تمتزج ألوان الخضرة بزرقة البحر! ومما زاد من جمال الشاطئ اعتدال الطقس، ما أدى الى تضاعف أعداد مرتادي الشاطئ. سامي الصالح عبر عن سروره بما رأه في العقير بالقول: حقاً أن "العقير غير"! وثمن في حديثه لبلدية الاحساء جهودها الكبيرة التي بذلتها لتطوير جزء من شاطئ العقير، وبين سامي أنه من مرتادي الشاطئ بشكل مستمر منذ سنوات طويلة، وما شهدته مؤخراً يعد مبعث سعادة لكل مواطن. من جانبه أكد سعد الثواب أن العقير بما توفر فيها من أماكن للعب واللهو والاستجمام أصبحت بالنسبة له ولأطفاله المكان الأكثر راحة وهدوءًا، وعن هذا يقول ابنه فيصل أنه وبقية أخوانه سعيدون بتوفر أماكن للعب والسباحة في البحر، ووجود أماكن لركوب الدبابات البرية، لكنه شكا من قلة عدد الألعاب وتمنى زيادة أعدادها في المستقبل، كما تمنى أن يرى في المستقبل دبابات بحرية في العقير. عادل المحمد وخالد الخليفة تمنوا على بلدية الاحساء زيادة عدد دورات المياه لتناسب الأعداد الآخذة في الازدياد يوماً بعد آخر، كما تمنوا توفير عدد اكبر من خزانات المياه بالقرب من المظلات، كما تمنى سامي البراهيم من البلدية وضع زراعة أماكن العزاب بالعشب أسوة بأماكن العائلات، وفي الوقت لم ينس توجيه شكره لبلدية الاحساء على اهتمامها بالنظافة وتوفير مياه نظيفة مع وجود فرق للصيانة على مدار الساعة. يوسف سهيل لفت إلى جانب هام وهو وجود فرق لمتابعة السلوك العام في الشاطئ يعمل دون كلل أو ملل على مدار الساعة، وأكد يوسف أن وجود مثل هذه الفرق يعطي الراحة والطمأنينة للعائلات، ويبعث في نفوسها الراحة في وجود أناس وضعوا خصيصاً لتهيئة المكان في جو عائلي وأسري مريح. أما مصطفى الحليمي فوجه شكره لحرس الحدود لمتابعتهم المستمرة لرواد الشاطئ، لكنه لم يغفل رغبته في تكثيف الدوريات الاستطلاعية أكثر لضمان سلامة مرتادي الشاطئ. وتساءل أنور ابراهيم وعبدالهادي الخليف عن سبب غياب الهلال الأحمر عن الشاطئ ورأى ضرورة وضع مركز على الشاطئ، سيما وأن الشاطئ يبعد مسافة 80كم تقريباً ففي حالة إصابة أي مرتاد للشاطئ بأي سوء لا قدر الله، فإن الوضع سيكون صعباً، كما تمنوا من الدوريات الأمنية تسيير دوريات على مدار الساعة ليضيف تواجدها مزيداً من الراحة للسياح.