وهنا لا أقصد أولئك الذين رواتبهم تزيد عن (15) ألف ريال أو أقل عشرة آلاف ريال، وإنما عن أولئك الذين يرزحون تحت وطأة ال "4" الآف و "3" ناهيك عن ذوي الراتب المتدني ألفي ريال فما دون. هؤلاء الذين أعنيهم في هذا المقال "فأبو الفين" سيصبح بدل السكن لديه أربعة ألاف ريال و "أبو ثلاثة" و "أبو اربعة" ستضاعف ولن تزيد - حتى لو كان راتبه خمسة آلاف وهو راتب مهول قياساً بتدني رواتب الشباب الذين يمثلون السواد الأكبر - لن تزيد عن عشرة آلاف ريال. ودعونا نأخذها "حبة حبة" لنناقش الأمر بمصداقية وبشفافية. لنبدأ من صاحب الراتب الكبير خمسة آلاف ريال، هذا سيحصل على عشرة آلاف ريال. ولنسأل.. أين هو السكن في أي مكان في المملكة الذي مبلغة عشرة آلاف ريال.؟. إن السكن العادي جداً.. المعقول جداً بين خمسة عشر ألف ريال وثمانية عشر ألف ريال. بمعنى أن أبو الراتب الكبير سوف يقتص من راتبه ليضيف إلى بدل السكن بما يقارب نصف مبلغ إيجار السكن. وماذا يبقى؟.. هذا سؤال حائر. لننتقل مباشرة لذوي الراتب الهزيل - وكثير ما هم - أصحاب "الألفين" ولن أقول أقل من ذلك - هؤلاء بدل السكن لديهم "أربعة آلاف ريال". يا للجمال!!. أي أن صاحب هذا المرتب وهو إنسان ومواطن وله حق في أن يعيش كريماً ليس ذليلاً سوف يحتاج ثلاثة أرباع راتبه طوال السنة تقريباً ليسدد الإيجار فقط. ماذا يفعل هذا الإنسان؟.. كيف يسكن؟.. كيف يتزوج.. كيف يستأجر.. كيف يعيش؟. إنني لا اعتبر القطاعين العام والخاص خاليي المسؤولية من هؤلاء.. والا فإن إشكالات لا قبل للمجتمع بها ستولد وتعم المجتمع إن كانت سراً أو همساً هذه الأيام فسوف تطالنا مصائبها من بحث هؤلاء عن مصادر للرزق التي لن تكون في كل الأحوال مصادر شريفة. وحتى لا تكون المشكلة عرضاً دون إيجاد حل، فأنني أرى أن يكون هناك قرار من الدولة بوضع حد ادني لبدل السكن يكون "18" ألف ريال يطبق على القطاع العام والخاص لمن هم دون راتب عشرة آلاف ريال، وما زاد على ذلك يتم التعامل بنظام الراتبين أو الثلاثة حسب الأنظمة. وبهذا نكون قد حللنا مشكلة عضالاً تمس حياة الإنسان وكرامته وآدميته لا سيما ونحن في دولة خير قادرة على إسعاد مجتمعها كونها دولة بذل وعطاء للجميع. @ المدير الإقليمي لجريدة "الرياض" بالمنطقة الشرقية