تعقيبا على ما يطرح في جريدة "الرياض" حول قضايا التعليم والعلم أكتب عن خلجات في النفس أبت إلا أن تخرج مترجمة عن مشكلة باتت هاجساً مزعجاً لدى آلاف المعلمين في المملكة خصوصاً من كان منهم بعيداً في تدريسه عن أهله ومحافظته التي يقطن بها. والمشكلة تتعلق بحركة النقل الخارجي، وذلك عندما خصخصت وزارة التربية والتعليم المعلمين الجامعيين بالمرحلتين المتوسطة والثانوية ومعلمي كليات المعلمين بالمرحلة الابتدائية،.. حيث الطلبات للنقل الخارجي حالياً محددة بهذا النظام الذي أصبح حجر عثرة في آمال المغتربين عن أهلهم وذويهم في نقلهم ، حيث ألغي من غير وجه حق آلاف المدارس المنتشرة في المملكة من نقل إليها وجعلها محصورة بفئة خريجي كليات المعلمين. فالتخصيص مشكلة عويصة لدى الجامعيين، حيث سيضاعف سنوات الانتظار لديهم وقد تصل إلى عقد من الزمن، بينما زملاؤهم في المرحلة الابتدائية سارع في خطى نقلهم، وذلك لعامل رئيسي مهم وهو أن المدارس الابتدائية لا تقارن بالمدارس المتوسطة والثانوية من حيث: أولاً، وثانياً، وثالثاً الفارق بينها وبين مرحلتي المتوسطة والثانوية من حيث التخصص. فمعلم الابتدائي ينقل لأي مدرسة دون النظر إلى تخصصه، بينما معلم المرحلة المتوسطة والثانوية لا ينقل إلا في ظل احتياج المدرسة لتخصصه!! فيكون النقل هنا بعيد المنال؟؟ وهذا خلاف حركات النقل السابقة في السنوات الماضية، حيث المفاضلة على جميع المراحل؟؟ أما حالياً فتتم مراعاة حاملي شهادات كليات المعلمين وظلم غيرهم من الجامعيين لبطء وتيرة نقلهم فقد ينقل معلم مرحلة ابتدائية لمنطقة أخرى خلال ظرف سنتين أو ثلاث من خدمته!! بينما يبقى الجامعي قرابة عشر سنوات في مكانه دون نقل، وهذا خلاف شروط المفاضلة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم في نقل المعلمين إلى مرحلة أعلى كالمتوسطة والثانوية لعدم إلمامه بها لاختلاف أساليب ومواد المرحلة الابتدائية بما يعلوها!! وقد يقول قائل إن حاملي شهادات كليات المعلمين متخصصون في المرحلة الابتدائية ونقول لا بأس، ولكن عند النقص في المناطق النائية تضطر إدارات التعليم في تغطية النقص من الجامعيين في المراحل الابتدائية والقياس بمثله في نقلهم وقد يعود على الطالب وفهمه وتعلم من معلم قد أمضى سنوات في تعليم تلك المرحلة. أخيراً أتمنى من معالي وزير التربية والتعليم د. عبدالله العبيد - حفظه الله - أخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار وتحقيق العدل والمساواة بين منسوبي الوزارة من المعلمين تحقيقاً لرغباتهم وتسريعاً في نقلهم، آملين في ذلك قبل صدور حركة النقل الخارجي لهذا العام. - المذنب