يواصل المواطنون الروس تغيير العملة الثانية في البلاد، حيث يزداد الروبل الروسي قوة يوماً بعد يوم، في الوقت الذي يعاني فيه الدولار الأمريكي من انخفاض مستمر في قيمته، الأمر الذي دفع بالمواطنين الروس للاتجاه نحو العملة الأوروبية "اليورو". وتُشير المعطيات الصادرة عن البنك المركزي الروسي إلى قيام المواطنين في روسيا بشراء كميات من اليورو أكثر من الدولار، حيث ان كمية الدولارات التي باعها المواطنون أكبر من التي اشتروها وأن الفارق قد حقق 2.1مليار دولار. وبلغت كمية الدولارات التي اقتناها المواطنون من مراكز تبديل وصرف العملات 26-، 2مليار دولار في حين حقق اليورو 3-، 2مليار دولار. ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار هذا التغيير إنما يعني أن يحل اليورو محل الدولار كعملة اجنبية أولى في روسيا، على الرغم من اعتقادهم أن الدولار بالفعل لم يعد العملة الثانية في روسيا بعد الروبل وحيث تغيرت رغبة المواطن الروسي بالابتعاد عن الدولار كسيولة مالية يمتلكها، حيث تقلصت حصة الدولار إلى 63بالمئة بعدما كانت 70بالمئة، وأما حصة اليورو فأصبحت 37بالمائة بعدما كانت 30بالمائة خلال الأيام القلية الماضية. وتشير دراسات مركز الدراسات الاقتصادية العامة التابع لشركة "ب د و يونيكن" التي نقلتها صحيفة "فريميا نوفوستي" إلى أن المدخرات التي كانت باليورو هي فقط التي أعطت أرباحا وعائدات حقيقية، الحسابات المفتوحة لمدة 3أشهر وأكثر، وأما المدخرات بالدولار الأمريكي فكانت عائداتها هي الأكثر سوءا خلال عام 2007.ومع ذلك فإن هذا لا يعني توافر الثقة القوية لدى المواطن الروسي في العملة الأوروبية، لذلك كان سبيلهم هو الاعتماد على ادخار أموالهم بالعملة الوطنية "الروبل"، وتمشياً مع توقعات الخبراء بانخفاض الدولار ومواصلة الروبل تعزيز مواقعه في سلة العملات. ويبدأ المواطن بالتفكير في سعر الصرف عندما يود شراء ما هو باهظ الثمن، حيث يؤكد مستشار شركة "اونيفير" "ايجور كوستيركو" أن التفكير في بنية المدخرات وكيفية توزيعها على العملات المختلفة يصبح له معنى فقط إذا ما كان حجم هذه المدخرات يزيد على 50ألف دولار، ومدة الاستثمار لا تقل عن السنة. وفي كافة الأحوال ينصح الخبراء المواطنين بتفضيل الروبل خلال الفترة القادمة، وكذلك اليورو، وفقط ترك ليس أكثر من 10بالمائة من المدخرات بالدولار. يُذكر أن الغالبية العظمى من المواطنين الروس لا تزال تفضل ادخار اموالها على شكل سيولة مالية، حيث تُشير استطلاعات الرأي إلى أن 57بالمائة يفضلون المحافظة على أموالهم في المنزل، وذكر أن المواطنين يحتفظون في بيوتهم بحوالي 50مليار دولار، على الرغم من أن تأكيد الخبراء على أن ادخار الأموال في البيت ليس أكثر أمانا من إيداعها في البنوك أو توظيفها في الاستثمارات المختلفة حيث يلتهم التضخم الذي بلغ العام الماضي ما يقرب من 12بالمئة نسبة كبيرة منها. الجدير بالذكر أن أغلب المواطنين يتقاضون المرتبات والأجور المالية بالروبل، ويفضلون الاستثمار بالروبل أيضا، وذلك تجنبا لما يفقد خلال عمليات الصرف ومن المعروف أن أكثرية المواطنين تقتني العملة الصعبة لاستخدامها خلال زيارة الدول الأجنبية، وبالتالي يمكن تبديل مبلغ غير كبير في أي وقت كان.