توصل الباحثون الإيطاليون إلى خلاصة بأن الإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون بونابرت لم يمت مسموماً على يد متآمرين فرنسيين وبريطانيين كانوا لا يزالون قلقين من تشكيله تهديداً لسلطتهم حتى بعد نفيه. وكان الباحثون قد فحصوا خصلات الشعر العائدة إلى مراحل مختلفة من حياة نابليون وليس تلك التي تعود إلى السنوات الست الأخيرة من حياته التي قضاها في جزيرة سانت هيلينا في جنوبي المحيط الأطلسي التي نفي إليها.وقارن الباحثون بين خصلات شعر نابليون وشعر رأس أقاربه بمن فيهم زوجته جوزفين وابنه نابليون الثاني، كما فحصوا خصلات شعر استخرجت من العديد من المتاحف الفرنسية والإيطالية وعشر خصلات شعر عشوائية حصلوا عليها من أشخاص يعيشون في أيامنا المعاصرة. ووجد الباحثون أن الشعر الذي يعود إلى حوالي 200عام يحتوي إجمالاً على كمية من الزرنيخ أكبر بمائة مرة من النسبة الموجودة في شعر الأشخاص المعاصرين. وهذه النتيجة تطابقت مع مختلف الأبحاث السابقة التي كشفت أن الزرنيخ كان أكثر استخداماً في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مما هو مستخدم اليوم في العديد من أوجه الحياة البشرية. غير أن الدراسة وجدت أيضاً أن كمية الزرنيخ الموجودة في شعر نابليون الكبير أعلى من تلك الموجودة في شعر رأس ابنه المحفوظ في أحد متاحف جزيرة كورسيكا. وقال أنجيلو سانتاغوستينو خبير الأنسجة في جامعة بيكوكا في ميلانو إن هذه النتيجة تؤشر إلى "تعرضه المستمر لمادة ضئيلة الكمية" في سانت هيلينا. غير أنه أضاف "يبدو أنه من غير المحتمل أن تكون وفاة نابليون مرتبطة بتسميم جنائي عن سابق تصور وتصميم". وكانت المزاعم حول تعرض الإمبراطور الفرنسي للتسميم على يد أحد المسؤولين الذي تظاهر بأنه صديق للإمبراطور الراحل، تسود منذ وفاة نابليون نتيجة مرض السرطان في المعدة عن 51عاماً، وهو السبب الرسمي المعلن للوفاة. غير أن الباحثين نفوا هذه المزاعم بحجة أن المستوى العالي من الزرنيخ المكتشف في شعر نابليون قد يكون عائداً على الأرجح إلى نوع مثبت الشعر الذي كان يستخدمه، وربما إلى الكمية الكبيرة من الزرنيخ التي كانت تستخدم في تلك الأيام للصق ورق الجدران. وكان نابليون نصّب نفسه إمبراطوراً في العام 1804بعدما وصل إلى السلطة من صفوف الجيش الفرنسي الذي كان أحد قادته. واحتل نابليون معظم القارة الأوروبية إلى أن تعرض لنفيه الأول إثر حملة مدمرة على روسيا في العام 1814، غير أنه عاد إلى فرنسا في العام التالي متمتعاً بدعم متجدد، لكنه واجه مجدداً الهزيمة النكراء في معركة واترلو. ويقول البعض إن الحاكم البريطاني لجزيرة سانت هيلينا تآمر مع الكونت الفرنسي تشارلز دو مونتولون لاغتيال نابليون خوفاً من أن يفر من الجزيرة ويعود إلى فرنسا.