قبل عدة سنوات سألت طالباتي الجامعيات عن معاهدة حقوق المرأة والطفل التي قامت الحكومة السعودية بالتوقيع عليها مع التحفظ على بعض بنودها غير المتفقة مع شريعتنا الإسلامية.. حينها كانت النتيجة صفر% ممن يعلمن شيئا عن تلك المعاهدة، بعد ذلك بسنوات قليلة تم النقاش ايضاً مع الطالبات فوجدت ارتفاعا في مستوى الوعي الحقوقي لديهن بشكل ملفت للانتباه وان لم يكن كافيا..؟ الاسبوع الماضي اصدر مجلس حقوق الإنسان الدولي تقريرا أشار فيه لبعض واقع المرأة السعودية السيئ أو لنقل السلبي مركزاً على حالة العنف التي تواجهها المرأة مركزين على قيادة المرأة للسيارة مع الاشارة إلى ضرورة تحقيق منهج المساواة بين المرأة والرجل. الإشكال في التقرير أن بعضه يشبه الكثير من التقارير التي تصدر من المكاتب ولا تعبر عن رأي اصحابها. بداية ليس من المنطق ان نرفض كل ما فيه لأن بعضه صحيح وإن اختلف بعضنا معه.. ولكن بعضه كما قلت يمثل رؤية تنظيرية وليست واقعية مما جعل أصحاب الشأن وهن هنا النساء يرفضنه لأنه أساساً لا يتفق مع الدين الذي تؤمن به كل نساء البلاد. أعتقد أن على جمعية حقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان في المملكة مناقشة التقرير ليس مع تلك السيدة وهو ما حصل بل مناقشته برؤية محلية.. ترتكز على متغيرات اجتماعية حقيقية وليست افتراضية، أيضاً لابد من ادراك حقيقة الحراك الاجتماعي للمرأة والذي ليس كله لصالحها بل ان الكثير من نسائنا يتحملن وزر المسؤولية الأسرية بكل ابعادها ومازالت بعض الانظمة ترتكز على واقع اجتماعي انتهى للأسف.. ليس كل الرجال للأسف يتحملون مسؤولياتهم الأولية وليست الترفيهية مما يعني ضرورة مراعاة ذلك عمليا. أيضاً لابد من ادراك أن بعض تلك المطالب تكرس الضغط اكثر على المرأة التي باتت تريد الخلاص من بعض المسؤوليات وليس زيادتها.. الأكيد أيضاً أن النظر لواقع المرأة السعودية الآن بعين عادلة وموضوعة من شأنه ان يكشف الكثير من الايجابيات التي حظيت بها المرأة السعودية في السنوات الأخيرة والتي جاءت في عمليات الاصلاح على المستوى العام.. ذلك التقرير اغفل خطوات تصحيحية جاءت لصالح المرأة مثل فتح تخصصات علمية جديدة، ايضاً فتح مجالات عمل أكثر، تمكينها عمليا من خدمات البطاقة المدنية، السماح لها بالسكن بمفردها في الفنادق وفق ضوابط نظامية تحميها وتحمي الأمن الاجتماعي والوطني.. اعتقد أن زيارة السيدة ياكن ارتورك للمملكة ولمدة تزيد على عشرة ايام تأكيد لها أننا نملك الكثير من التميز والثقة في واقعنا وأننا لا نخشى اسئلتها لاننا نملك واقعا نريده وآخر نعمل على اصلاحه برغبتنا ورؤيتنا.