بعض الردود على مقالة السبت أكدت أن الإسلام كرّم المرأة ونحن هنا لانختلف أبدا ولكن الاختلاف معهم يأتي برفض نقاش جزء من المشهد الاجتماعي للمرأة السعودية مؤكدين في كل رفض أن الإسلام كرّم المرأة وبالتالي مجتمعنا المسلم كرم المرأة... استنتاج مثالي من مجموعة ربما لا تريد أن ترى الواقع، أو ربما هي منعزلة عن مجتمعنا...,لكم نماذج حقيقية كمؤشرات لحالة الظلم التي نريد تخليص نسائنا منها...,فتاة منعها والدها من إكمال الجامعة لمجرد أنهم طلبوا منها ضمن مسوغات القبول صورة من بطاقتها المدنية الطلب اختياري وليس الزاميا...! معلمة تمارس تعليم بناتنا في مدرسة حكومية منذ سنوات ومازالت لاتعرف استخدام بطاقة الصراف لأن زوجها خيرها بين البقاء معه ومع أبنائها أو الطلاق إن هي أخذت بطاقتها البنكية...! أخرى أرادت الطلاق من زوجها لأنه مدمن فرفضت أسرتها الأمر مؤكدة لها أن الرجال ولد حمولة وإن لم يستطع إشباعها والده سيتكفل بذلك... إنسانيتها كلها اختزلت في لقمة تقفل فمها ...!! عرضُ النماذج الفعلية يمكن أن يملأ الجريدة بأكملها ولكن ليس ذلك هو الهدف ....,المعنى المتفق عليه أننا نريد جميعا الإصلاح وإن اختلفنا في قراءة المشهد وبالتالي معالجة الخلل...,الإشكالية أن بعضنا يصر أن واقعنا جيد مؤكدا لإقفال باب الاختلاف أن الإسلام كرّم المرأة ... من قال غير ذلك بل إن أي عاقل ومدرك لأبسط تفاصيل الثقافة الإسلامية الاجتماعية سيعرف يقيناً أن الإسلام كرم المرأة، وأن بعض المجتمعات الإسلامية للأسف أهانت المرأة ... إذن الإشكالية ليست في الإسلام بل في فهمنا للإسلام إذ إن البعض يغلف الرؤى الاجتماعية بجلباب الدين ليحظى بالقبول المجتمعي وإن كان على ضلال... وبعضنا يغلق الحوار حول قضايا المرأة بتأكيد أن الإسلام كرمها... لم نختلف ولن نختلف على تكريم الإسلام للمرأة ولكن اختلافنا على أسلوب البعض من البشر مع المرأة ...,حين يصر البعض على ظلمها باعتبار أنها ناقصة الأهلية في الوقت الذي نصت آيات القرآن الكريم على أهليتها ومسؤوليتها وذمتها المالية ... اعترافنا بحالة الاعوجاج الاجتماعي عند بعضنا من شأنه أن يفيد المجتمع ككل وليس المرأة فقط...,فالأم الصالحة القوية ستربي أبناء أقوياء صالحين ...,لن تحتاج للكذب لحماية نفسها ولن تحتاج للكذب لحماية أبنائها ولن تحتاج للانكسار لتعيش بل ستكون قوية في الحق قوية بدينها وبإنسانيتها وبإدراكها دورها الاجتماعي داخل أسرتها أولا وداخل مجتمعها ثانيا، القوة الايجابية تحمي الإنسان من الزلل وتحمي المجتمع من كثرة الانكسار بين أبنائه وبناته..,المرأة هي السياج الأول لحماية المجتمع إن صلحت وهي البوابة الأولى لانهياره إن هي ضعفت تلك حقيقة لابد من إدراكها بوعي الفعل وليس وعي التنظير...,الدفاع عن حقوقها دفاع عن المجتمع ككل..., ورفض إذلالها هو تقدير للمجتمع ككل..., لقد تعرت اسطوانة الدرة المكنونة وكشف الواقع عن غير ذلك عند بعض النساء وليس جميعهن ولله الحمد ...,حين نكتب عن البطالة عند الشباب فنحن نعرف أن بعضهم يعمل ولكن بعضهم لم يجد فرصته هكذا هو الإعلام يقف مع الضعفاء ومسلوبي الحقوق إناثاً أو ذكوراً...