من المهم أن نعرف كل شيء عن مسيرتنا التعاونية كي نستطيع التصحيح في إدارة المجتمع وتطويره وقد يكون من المناسب في هذا المقام وخصوصاً بعد ظاهرة ارتفاع وغلاء الأسعار للمنتجات وخصوصاً السلع الاستهلاكية. أن نتحدث عن الدور المفقود للتعاونيات في مجتمعنا من خلال فهم واقع التعاون بين شرائح المجتمع وضرورة تفعيل دور الجمعيات التعاونية وخصوصاً من منطلق مايمليه علينا ديننا الحنيف. إن دعم إنشاء الجمعيات التعاونية لهو مطلب اجتماعي واقتصادي فعن طريق التعاونيات يمكن دعم العمل الادخاري والاستثماري وزيادة معدلات المساهمة في الإنشطة الاقتصادية المختلفة وزيادة دخل الفرد بعمل جماعي وكذلك خلق فرص عمل للمواطن وتوفير الخدمات بأسعار مناسبة والحد من الاستغلال التجاري. إن التعدد والتنوع في هده التعاونيات سيخلق ويجسد مفهوم العمل التعاوني والتكاتف الاجتماعي. ولدينا العديد من التجارب التعاونية ففي الكويت مثلاً توجد تجربة رائدة في مجال العمل التعاوني حيث يوجد في الكويت (55) جمعية تعاونية بلغت مبيعاتها لعام 2005م ما يفوق 4مليارات ريال سعودي حيث يبلغ عدد أعضاء هذه الجمعيات (362.061) عضواً وهو ما يفوق ثلث السكان الإجمالي ، وفي الهند يوجد 500ألف تعاونية في مختلف الأنشطة وعدد اعضاء يبلغ 230مليون عضو تعاوني ، كما يعتبر بنك كريدت أجي كول واحداً من أكبر البنوك في فرنسا ، وفي سويسرا تملك جمعية مايجروس وكوب سويس 90% من تجارة التجزئة كما تشكل الخدمات في الجمعيات التعاونية في مجال الكهرباء في الولاياتالمتحدةالأمريكية 13% من إجمالي هذه الخدمات. وفي المملكة العربية السعودية يوجد لدينا ما يقارب من 153جمعية تعاونية منتشرة في مختلف مناطق المملكة برأس مال إجمالي (156.300.000) ريال واحتياط نظامي (256.500.000) ريال وعدد أعضاء (40800) عضو ومن خلال تجربتي في العمل التعاوني يلاحظ المتابع للحركة التعاونية الحضور المتزايد للمملكة بالمشاركات الخارجية وحضور المؤتمرات وإن مشاركة وفد المملكة في شهر جمادى الأول لعام 1428ه لملتقى الجمعيات التعاونية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة لهو داعم للعمل التعاوني لاكتساب الخبرات التعاونية كما أن حضور العديد من الدول العربية للمملكة للاطلاع على تجربة المملكة في العمل التعاوني لهو مؤشر للاهتمام بالعمل التعاوني وأنشطته وما تملكه المملكة من إبراز لهذا الدور، كما أنه توجد دراسات حالية لنقل التجارب الناجحة في المجتمعات الشبيهه بالمجتمع السعودي للاستفادة من هذه التجارب التعاونية. وأخيراً يجب أن نتعاون في سبيل خدمة هذا الوطن الذي أعطى الكثير وينتظر منا الكثير في ظل رعاية ودعم الدولة للعمل التعاوني بأنواعه ونشاطاته المختلفة من خلال قطاعات الدولة المختلفة. كما نأمل من جميع التعاونيين المبادرة لتفعيل مفهوم العمل التعاوني من خلال تنمية مفاهيم المصالح الجماعية وإلقاء الضوء على أهمية التعاون المنظم في حياة الأفراد والشعوب. والله الموفق،،، @ المدير التنفيذي للجمعية التعاونية متعددة الأغراض لمنسوبي جامعة الملك سعود