تسبب تلميذ لم يراجع دروسه في السنة النهائية من المدرسة الفرنسية بنواكشوط، في حالة استنفار أمني غير مسبوقة في العاصمة الموريتانية، حيث وضعت مدرسته المحاذية للسفارة الفرنسية تحت طوق أمني مشدد شارك فيه مئات من رجال الشرطة والحرس الوطني، معززين بالأسلحة الثقيلة والسيارات العسكرية وأغلقت المنطقة المحيطة بها نهائيا. التلميذ المعني اتصل هاتفيا بمدير المدرسة وقدم نفسه على أنه شخص مجهول، وأبلغه بوجود قنبلة داخل المدرسة ستنفجر بعد ساعة، وقد أبلغ مدير المدرسة الشرطة وقد هرع أولياء التلاميذ إلى المدرسة وهم في حالة فزع وأغمي على بعضهم، فيما حاصرت وحدات من الحرس مبنى السفارة الفرنسية الملاصق للمدرسة، ووضع جميع العاملين في السفارة في حالة استنفار قصوى،وبعد أربع ساعات من التفتيش لم تتمكن الشرطة من العثور على أي جسم مشبوه داخل المدرسة، فيما سارع المحققون إلى تتبع الرقم الذي تم منه الاتصال بمدير المدرسة، حيث تبين أنه رقم هاتف جوال. وبعد تحديد موقعه بالتعاون مع شركة الاتصالات التي يتبع لها الخط، اقتحمت وحدات من الشرطة المنزل المشتبه بوجود صاحب الرقم بداخله، حيث كانت بداخله أسرة عادية، وبدأ استجوابهم عن الرقم، تبين أنه يعود لابنهم الذي يدرس في السنة النهائية من المدرسة الفرنسية، وعند استجوابه اعترف أنه كان من المقرر أن يجري مساء ذلك اليوم امتحانا لم يكن مستعدا له لأنه لم يراجع دروسه بما يكفي، فقرر أن يقدم بلاغا كاذبا بوجود قنبلة داخل المدرسة من أجل تأجيل الامتحان، وقد اعتقلت الشرطة التلميذ وما يزال التحقيق جاريا معه. وكان التلميذ قد استغل أجواء التوتر الأمني التي تشهدها موريتانيا بعد حادثة الهجوم على السفارة الفرنسية بنواكشوط قبل خمسة أيام، ومقتل عدد من السياح الفرنسيين والجنود الموريتانيين نهاية العام الماضي.