هل أنت سلبي؟ لا أظن أنك تحب أن توصف بهذه الصفة، فهي صفة مستفزة وأنت لا تحب أن تنتمي لهذه الفئة من الأشخاص لأنك تحب أن تكون شخصا فعالا وذا بصمة واضحة وصوتا مسموعا وإنتاجا يعبر عنك! فهكذا تحب أن ترى نفسك، فأنت لا تحب أن تكون شخصا منسحبا متقوقعا على نفسه ليس له أي مشاركات أو مساهمات، فالانسحاب قد يجرك إلى حالة من اللامبالاة الدائمة مما يجعلك تخسر وتخسر كثيرا. لكن في نظرك هذه اللامبالاة قد تكون مرادفة "لراحة الدماغ" كما نقول بالعامية، فأنت حين تنسحب وبهدوء فإنك تشتري دماغك وتجد نفسك مرتاحا وفي حالة هدوء لكن الهدوء لا يعني السلام الدائم ولا يعني الراحة التامة. لا بد أن تهتم، من الطبيعي أن تهتم بكل شيء حولك، أن تهتم بما يجري في الشارع بما يحدث في الحارة بما يحدث في العمل بالظروف التي يمر بها كل عزيز وقريب على قلبك ويحتل من حياتك وتفكيرك مساحة، اهتمامك بالآخرين وبكل من حولك شيء طبيعي وهو المتوقع. "و أنا مالي" هذه العبارة قد تسمعها كثيرا، وقد تقولها كثيرا، خاصة حين تصاب بالإحباط حين تحاول وتحاول فلا تجد نتيجة ولا تحصد ردة فعل، وحين يكون اهتمامك وعدمه واحداً، أو حين يجرك اهتمامك هذا إلى متاهات أنت في غنى عنها. من الطبيعي أن تكون ردة فعلك الأولى هي حماية نفسك من الإحباط ومن وجع الرأس ومن الطبيعي أن تتخذ "و أنا مالي" شعاراً. لكنك وفي لحظة صراحة مع نفسك قد تؤنبها لأنك آثرت الانسحاب، قد تعتب عليها لأنها ليست بالقوة وبالصلابة التي توقعتها ولأن هذه النفس خذلتك بسرعة. الانسحاب أو السلبية قد يعطيانك شعورا زائفا بالهدوء والراحة وهو شعور مؤقت قد لا يستمر طويلا! هل نتفق أو نختلف؟