في الشأن العراقي، كتبت أليسا روبين تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "قوة الأكراد تتضاءل مع تزايد غضب العرب"، أوضحت فيه أن الأكراد تمتعوا بدور واضح في السياسة العراقية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين رغم كونهم أقلية، وأن نفوذهم قد بدأ في التضاؤل مع تنامي التوتر بينهم وبين العراقيين العرب، وهو ما أثار شبح الانقسام الطائفي بينهم، بالإضافة إلى الانقسام بين السنة والشيعة. وتشير الكاتبة إلى أن الأكراد، وأغلبهم من السنة ولكنهم ليسوا عرباً، قد ساندوا الحكومة بقوة حينما فشل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الحصول على دعم أغلبية البرلمان، وهو ما استغلوه بذكاء، بالإضافة إلى علاقتهم بأمريكا، في تعزيز قوتهم، بل وإملاء ما يشاؤون في الدستور العراقي الذي أعطاهم نوعاً من الحكم الذاتي وحقوقاً واضحة في عائد النفط العراقي. إلا أن محاولتهم السيطرة على كركوك الغنية بالنفط جعلت السنة والشيعة يتحدان مع المالكي ضد المطالب الكردية المستفزة. ثم توضح الكاتبة صعوبة الموقف الأمريكي في الاختيار بين الأكراد الذين طالما ساندتهم وبين عرب العراق الذين ساعدتهم في إقامة حكومتهم. ويرى بعض المحللين أن الأكراد يريدون دولة مستقلة على المدى البعيد لذا يريدون زيادة الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم، لكن صراعهم مع العرب يهدد بإضعاف ما أنجزوه على الحقل السياسي بل ويتخطى الصراع السني الشيعي. كما أن اتحاد السنة والشيعة قد عزز شوكة المالكي، وقد يؤدي التوتر لتأجيل الاستفتاء على مصير كركوك. وكان الأكراد قد تصارعوا مع العرب على السلطة طويلاً وهو ما انتهى بحملة الأنفال التي قام بها الرئيس السابق صدام حسين وراح ضحيتها 180ألف كردي وتم تدمير 2000قرية كردية. ويطالب الأكراد وزارة الدفاع العراقية بصرف رواتب قوات البشمرجة الكردية رغم كونها لا تعمل إلا داخل حدود كردستان، وهو ما اغضب أعضاء البرلمان؛ لكن الأكراد يرون أنهم أول من سيتعرض للهجوم في حالة تعرض البلاد للغزو، بسبب تهديد تركيا بغزو شمال العراق لصد هجمات المتمردين الأكراد عليها. (خدمةACT خاص ب"الرياض")