التخطيط يبدأ بوضع وصياغة الأهداف العليا للمؤسسة أو المنشأة والتي يأمل بل يفترض أن يعمل المسؤول القيادي على تحقيقها كي يصل بالمؤسسة من خلال التخطيط للوصول إلى تلك الأهداف وتحقيق ما يصبو إليه وتبوأ المنصب من أجله ضمن مدة زمنية محددة، وهذا يتطلب وضع خطط استراتيجية وتكتيكية لبلوغ هذه الأهداف مع وضع البرامج الزمنية الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف ضمن المدة الزمنية المعينة. إذا التخطيط هو تحليل للاتجاهات المستقبلية على ضوء المعلومات والمعطيات المتوافرة في الوقت الحاضر لأخذ الاستعدادات، وتوفير الإمكانات، واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة التي تؤدي إلى اغتنام الفرص واستثمار الظروف من أجل الحصول على أعلى مردود وأقل تكلفة ممكنة، مع أخذ نزعة الأمور في الماضي لاستقراء طبيعة وحجم هذه الاتجاهات في المستقبل وبالتالي تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات. للتخطيط كما أشير لذلك في المقال الأول شقان هما الاستراتيجي: وهو وضع الخطط الشاملة لتحقيق الأهداف لكامل المدة الزمنية المتاحة. أما التخطيط التكتيكي (التنظيمي): فهو تخطيط قصير أو متوسط الأجل وينبني على تقسيم التخطيط الاستراتيجي إلى مجموعة خطط مرحلية تتماشى مع الظروف والواقع الُمعاش وُيجرى لها التعديل والتكييف وفق المستجدات لمواصلة المسير، وهذه الخطط في مجموعها تشكل التخطيط الاستراتيجي وآلية تحقيقه.