اعرب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الثلاثاء عن امله بالتوصل "في فترة زمنية قصيرة جدا" إلى نتيجة حاسمة في التحقيق الذي يقوم به الجيش اللبناني بشان الاحداث التي وقعت الاحد في ضاحية بيروت الجنوبية واسفرت عن ستة قتلى من ابنائها. واعلن حزب الله في بيان ان قائد المؤسسة العسكرية العماد ميشال سليمان زار مساء الاثنين نصر الله لتقديم التعازي وان الامين العام اكد له "أهمية إجراء تحقيق جدي وسريع وكامل بعيدا عن الضغوط والتسييس تليه محاسبة المسؤولين عن الجريمة أيا كانوا". واوضح نصر الله للعماد سليمان، المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، ان هذه هي "الطريق الوحيد لإنصاف الشهداء" الذين ينتمي اثنان منهم إلى حزب الله متمنيا "أن نرى هذه النتيجة الحاسمة خلال مدة زمنية قصيرة جدا". وقد اكد سليمان لنصر الله "أن الجيش بدأ فعلا بإجراء تحقيق جدي وشامل (...) وأن التحقيق سيكون واضحا وشفافا ويحدد المسؤوليات بدقة" وفق البيان نفسه. كما زار العماد سليمان الاثنين رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة امل التي قضى اثنان من عناصرها في احداث الاحد. ونقلت الصحف اللبنانية الثلاثاء عن بري ان ما جرى الاحد له ثلاثة اهداف: العمل على اثارة فتنة اسلامية-مسيحية، ضرب ترشيح العماد سليمان، وضرب ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب ميشال عون المرشح سابقا للرئاسة. وكان نواب من حزب الله قد اتهموا الجيش بالاسراع في اطلاق النار على المتظاهرين كما اتهموا "قناصة" مندسين من القوات اللبنانية (قوى 14اذار) بالمشاركة. من ناحيته اكد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الاثنين انه "لو تأخر الجيش بالتدخل لبضع دقائق لكان وصل الامر إلى ما لا يحمد عقباه" في اشارة إلى دخول عناصر من الضاحية الشيعية إلى عين الرمانة المسيحية المواجهة وقيامهم باعمال شغب. وعما ذكر عن تورط عناصر من حزبه قال جعجع "لو كان صحيحا لكان الجيش المتواجد بكثافة كشفهم" واضعا "هذا الامر في يد الجيش" يذكر ان اول خط تماس في الحرب الاهلية (1975-1990) كان الخط الفاصل بين هاتين المنطقتين. وكان الجيش قد اكد الاثنين في بيان جديد "أن التحقيقات جارية بأقصى الجدية والسرعة لكشف ملابسات ما حصل وتحديد المسؤوليات واتخاذ الأجراءات المناسبة". واعتبر بان احداث الاحد هي "استهداف للجيش وللمواطنين على حد سواء" داعيا المعترضين على الأوضاع المعيشية إلى "ضبط النفس أثناء التعبير عن مطالبهم المشروعة" وداعيا وسائل الإعلام إلى تغليب المصلحة العامة من خلال نقل ما يساهم "في تهدئة الأوضاع وتخفيف الاحتقان". وكان عشرات المتظاهرين القادمين من الشياح واحتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي قد قطعوا الطريق بالاطارات المشتعلة يوم الاحد في ساحة مار مخايل التي شهدت لاحقا اطلاق نار اسفر عن سقوط ستة قتلى من الطائفة الشيعية. وتدخل الجيش مرات عدة في الاسابيع الاخيرة لفتح طرق اغلقها متظاهرون احتجاجا على الاوضاع المعيشية مشددا على انه لن يسمح باعمال تخل بالامن. وتتهم الغالبية المعارضة باستخدام التظاهرات لاغراض سياسية، لكن المعارضة تنفي لجوءها إلى هذا الاسلوب في بلد يغرق منذ اكثر من سنة في ازمة سياسية خطيرة تفاقمت مع شغور سدة الرئاسة منذ 24تشرين الثاني - نوفمبر الماضي. في شأن متصل اكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط عقب محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أمله في الدور الروسي لتسوية الازمة السياسية داخل لبنان، مشيراً إلى انه بوسع روسيا القيام بالكثير من اجل صيانة استقرار واستقلال لبنان. واضاف جنبلاط إلى انه ناقش مع لافروف الوضع الحالي الذي يعيشه لبنان والمنطقة، مشيراً إلى ان المحادثات قد حققت نتائج محددة ومعبراً عن رضاه بان المباحثات كانت ايجابية. واردف بان روسيا وافقت على المشاركة في تمويل المحكمة الدولية والخاصة بجريمة قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري دون ان يحدد نسبة هذه المساهمة الروسية، وقد اثنى على الجهود الروسية المبذولة في هذا الملف منذ بدايته، مؤكداً على عزم روسيا المساعدة بكافة السبل لانتخاب رئيس لبناني جديد، مشدداً على ان لبنان يعلق آمالا عريضة على تعاون روسيا. واشار جنبلاط إلى تأييد المبادرة الروسية الداعية إلى عقد مؤتمر سلام شامل خاص للشرق الاوسط، موضحاً ان هذا من شأنه ان يصبح خطوة للتقدم نحو تحقيق تسوية شرق اوسطية بصفة عامة، على المسار اللبناني السوري بصفة خاصة. وفي حديثه لصحيفة (فريميا نوفوستي) الروسية اشار إلى ان الاغتيالات المتوالية في لبنان تهدف إلى تخويف اللبنانيين وزعزعة الاستقرار وان السوريين لا يزالون ينظرون إلى لبنان كاحدى المحافظات السورية، منوهاً إلى ان نفي سوريا ان تكون لها صلة بالاغتيالات في لبنان وتوجيهها الاتهامات ل(اسرائيل) بانه أمر غريب، مشيراً القول: "فلماذا يقدم الاسرائيليون على قتل اللبنانيين الذين يقفون ضد الوصاية السورية؟". الجدير بالذكر ان وزارة الخارجية الروسية قد دعت اللبنانيين في بيان لها إلى ضرورة العمل على حل كافة المسائل المتعلقة عن طريق الحوار ومن خلال الاطر الدستورية اللبنانية، معربة عن قلقها من الاشتباكات التي وقعت مؤخراً في بيروت، داعية كافة الزعماء السياسيين اللبنانيين للتحلي بضبط النفس والهدوء. كما ان روسيا ترى في المبادرة العربية سبيلا لتحقيق التسوية داخل لبنان وخطوة اولى للحيلولة دون وقوع تصعيد لاحق في لبنان.