كشف مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة عن مطلبين رئيسيين ستركز عليهما المناقشات خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب المغلقة عصر اليوم الأحد برئاسة الجزائر أولهما يتعلق بإيجاد مظلة عربية للموقف المصري في التعامل مع غزة والإجراءات الإسرائيلية الرامية الى فك الإرتباط مع القطاع نهائيا والثاني يتمثل في إعادة تقييم المبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة في لبنان وإمكانية منح الأمين العام للجامعة صلاحيات جديدة لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة على الساحة اللبنانية ودعم مهمته القادمة بوفد وزاري عربي رفيع المستوى. وأكدت المصادر أن مجلس وزراء الخارجية العرب سيعيد قراءة قراره السابق الصادر عقب اجتماع 5و 6يناير الجاري بصورة أكثر عمقا وتوضيحا بما يسهم في توسيع أفق الحل لتفويت الفرصة علي أي مسعى لعرقلة الحل والجهد العربي المبذول لهذا الغرض. وجددت المصادر التأكيد على أن المجلس الوزاري العربي الطارئ سيؤكد رفضه بشدة وحسم أية توجهات تستهدف التعقيد وفرض رأي فريق على الآخر أو اللجوء إلى اجراءات من شأنها اثارة فوضي عارمة وتنذر بعواقب خطيرة. كما سينبه المجلس اللبنانيين إلى خطورة إضاعة الفرصة المتاحة للحل العربي الذي يحفظ لبنان وماء الوجه للجميع ويحول دون انفلات الأوضاع أو تدخلات قوى داخلية بأجندات معروفة لا صلة لها بمصلحة لبنان أو المنطقة. واضافت تلك المصادر أن هناك توجها لتوسيع مهمة الأمين العام الجامعة العربية المقبلة إلى بيروت وحمله اجابات واضحة وحاسمة والرد على كافة الاستفسارات وما تدعيه المعارضة من وجود بعض الغموض بالقرار العربي. وأشارت إلى أن المجلس يتجه إلى مطالبة كافة الأطراف الاقليمية والدولية وخاصة التي لها صلة بالوضع اللبناني وعلى رأسها سورية العمل الجاد من أجل إنهاء حالة الاحتقان والخلافات القائمة. وذكرت المصادر أن الجامعة العربية تلقت مؤخرا مذكرتين لبنانيتين صادرتين عن "الموالاة والمعارضة".. مشيرا الى أن مذكرة الموالاة دعت الى خروج الاجتماع بإعلان جديد يطالب بملء سدة رئاسة الجمهورية في لبنان ورفض كل أشكال الفراغ الدستوري وترجمة التوافق على اسم العماد "ميشيل سليمان" على أرض الواقع فيما طالبت المعارضة في مذكرتها بحل سياسي يقوم على سلسلة متكاملة ووفق تفاهم لبناني.. وأن يقف الجانب العربي على مسافة متساوية مع جميع الأطراف. وقالت المصادر أن تقرير الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يركز بشكل أساسي على ضرورة استئناف الحوار بين قادة "الموالاة والمعارضة" لحسم قضية تشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس ولمنع انزلاق لبنان الى الهاوية في ظل المخاوف من وقوع المزيد من الإنفجارات والإغتيالات التي قد تؤدي الى تدهور الوضع بشكل كامل على الساحة اللبنانية. وتوقعت تلك المصادر أن يتم تمديد مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وتكليفه باستمرار الإتصالات مع مختلف القوى اللبنانية وفقا للمبادرة العربية وحتى يتجنب لبنان تدويل الأزمة. كما توقعت المصادر أن يشهد الاجتماع حضورا وزاريا مكثفا حرصا على الخروج بموقف عربي موحد يرتقي إلى مستوى التحدي للقضيتين المعروضتين على الاجتماع فيما ألمحت تلك المصادر على أن كل شيء سيكون مطروحا على طاولة المناقشات بين الوزراء خلال هذا الاجتماع بما في ذلك امكانية أن يتم ارسال وفد وزاري عربي إلى بيروت لاظهار الاهتمام والثقل العربي الوقوف بقوة وراء انجاح المبادرة العربية ومهمة الأمين العام للجامعة العربية لتنفيذ قرار المجلس. واستبعدت المصادر امكانية عقد قمة عربية طارئة.. معتبرة أن الحديث عنها، حتى لو إعلاميا، يشكل فقط ورقة ضغط على سورية للمساهمة في حلحلة الأزمة اللبنانية غير أن المصادر نفسها أوضحت أن خيار تلك القمة الطارئة والتحرك من أجلها لن يكون مرتبطا فقط بالوضع اللبناني،والمرجح حسمه من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد، وإنما بتطورات الأوضاع والمستجدات الطارئة على الساحة العربية التي تستدعي مناقشتها من جانب القادة العرب. من جانب آخر ذكرت مصادر الأمانة العامة للجامعة أن المجلس سيبدي استنكارا وغضبا شديدا لموقف مجلس الأمن الدولي الذي عجز عن التصدي للعدوان الاسرائيلي ووقفه أو إنهاء الحصار المفروض ضد الفلسطينيين باعتبار أنها مهمة المجلس الأساسية. من جهة أخرى أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك وفود لبنانية تمثل عدداً من القوى اللبنانية موجودة حالياً في مصر قبيل الاجتماع المستأنف لوزراء الخارجية العرب اليوم الأحد لإجراء مباحثات مع مسؤولي الجامعة العربية حول الوضع في لبنان. وأكد موسى في تصريحات للصحافيين أمس السبت "أنه سيقدم تقريراً مفصلاً لوزراء الخارجية العرب اليوم الأحد حول الأوضاع على الساحة الفلسطينية خاصة في ضوء فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لقرار بشأن الأوضاع في غزة". وقال موسى: "إنه تلقى تقريراً من بعثة الجامعة العربية في نيويورك يتحدث عن وجود ضغوط خطيرة تعرض لها الجانب العربي في نيويورك فيما يخص مشروع القرار المقدم حول الأوضاع في غزة".. لافتاً إلى أنه سيعرض الأمر كله على وزراء الخارجية العرب فيما يخص الشأن الفلسطيني.ويشير الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح إلى أن الاجتماع الذي سيعقد اليوم سيناقش ما قامت به إسرائيل من عمليات قتل وانتهاك للقرارات الدولية وكذلك ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وفق قرارات الجامعة العربية. وأضاف صبيح إلى عدم تطرق الاجتماع لوقف المفاوضات والجهود التي تقوم بها لجنة المبادرة العربية بشأن فلسطين ولكن سيؤكد الوزراء على ضرورة التزام اسرائيل بجهود السلام وعلى دور الرباعية الدولية والراعي الأمريكي في انجاح عملية السلام.