قبل حوالي عشر سنوات، وتحديداً في بدايات دخول الإنترنت كان البعض يظن أن مقولة: العالم قد أضحى مع الإنترنت قرية صغيرة، عبارة مبالغ فيها، بل إن أكثر الناس تفاؤلاً قد توقف عند مسألة إجراء المحادثات والاجتماعات التي تتم عن بعد عبر تقنيات الإنترنت، لكن الآن قد تجلى لنا جميعاً مصداقية هذه المقولة، وأعتقد جازماً أنه لم يبق إلا زمن قصير ويصبح كل شيء متوفراً عبر الإنترنت، حتى خطبة النساء، يمكن أن تتم الآن من خلال شبكة الإنترنت، وقد تمت العديد من الزيجات عن طريق مواقع متخصصة في عروض الزواج. التجارة الإلكترونية ولا يخفى على أحد أن أحد أبرز التطبيقات المستفادة من دخول الإنترنت تطبيقات التجارة الإلكترونية، بل ان كثير من الشركات الكبيرة المصنعة قد أنشأت لها متاجر على الشبكة، ويمكن لأي شخص أن يحصل على السلع التي يريدها مباشرة من خلال موقع الشركة الأم دون الحاجة إلى وسطاء، وقد جربت حقيقة الحصول على منتجات كثيرة عبر الإنترنت بأسعار مذهلة قد تصل إلى أقل من عشر القيمة التي يقدمها تجارنا (الأعزاء)، وهذه السلع تصل على العنوان البريدي للمستفيد كطرود مسجلة مضمونة الوصول. نعم من يتخيل أنك تستطيع كمستفيد عادي بسيط أن تطلب سلعة.. أي سلعة (ملابس، ساعات، أقلام، عطور، تحف...) وتصلك هذه السلع إلى منزلك من أي بقعة في العالم وكأنك تطلبها من أحد المتاجر الموجودة في بلدك، بل أن السلع تأتيك سليمة مضمونة ضمان المصنع. وعلاوة على ذلك فإن هذا الأسلوب قد يحد من التصاعد المستمر في الأسعار. أسواق إلكترونية أيضاً هل تعلم أنه يمكنك أن تبني لك متجراً إلكترونياً تمارس فيه تجارتك دون الحاجة إلى استئجار عقار بل وتستفيد من قيمة الإيجار للاستثمار وتقديم خصومات تجلب لك الكثير من العملاء؟ هذا أيضاً ممكناً، وهناك على الشبكة العديد من الأسواق التجارية الكبرى (الإلكترونية) تضاهي أكبر الأسواق في منتجاتها، وتقدم لك خدمة التوصيل أينما كنت، فيمكنك أن تحصل على سيارتك المفضلة من موقع automotivecenter.autobytel.com، أيضاً يمكنك شراء أي سلعة تريدها من موقع إيباي، وهو أشهر مواقع التسوق في العالم على الإنترنت موقع باي buy.com كذلك موقع بيست باي bestbuy.com، وهو لا يقل عن سابقه شهرة، وبالطبع هناك مواقع كثيرة جداً، لكننا نكتفي بأشهرها حتى لا يصبح الأمر دعائياً. حراج السلع المستعملة البيع على الإنترنت لا يقتصر على السلع الجديدة، بل حتى السلع المستخدمة يمكنك بيعها أو شراؤها من خلال مواقع متخصصة تعمل بدور الوسيط مقابل رسوم معينة عند تمام الصفقة. ومن أشهر مواقع السلع المستعملة موقع مستعمل mstaml.com والذي يطلق عليه مسمى (حراج الإنترنت العربي). مزايا وعيوب من النادر أن تجد شيئاً إلا وله جوانب إيجابية وسلبية، فمن إيجابيات التسوق الإلكتروني من المتاجر الإلكترونية أنه يقدم السلع لطالبها بأسعار مخفضة جداً، وكذلك ضمان الجودة والسلامة من التزييف، كذلك والحصول على أي سلعة يحتاجها المتسوق. ومن العيوب أن الصور الإلكترونية لا تغني في بعض الأحيان عن الواقع خصوصاً إذا كانت السلعة غير معروفة، خاصة وأن الصور يمكن تحسينها، كذلك إمكانية الوقوع فريسة لبعض المواقع الوهمية إن لم يكن الموقع من المواقع الموثوقة عالمياً. كيف أعرف أن الموقع جيد؟ المواقع الجيدة لا يمكن تمييزها إلا من خلال الشهادات أو الشهرة، لذلك ينصح دائماً بالتعامل مع المواقع العريقة في هذا الجانب التي تهمها سمعتها، كذلك التعامل مع مواقع الشركات المصنعة مباشرة وهذا هو الأفضل. الأمان على الإنترنت قبل أن تبدأ في الدخول بأي عمليات من هذا النوع عليك أن تعي أهمية توافر مستوى مقبول من الأمن لضمان عدم سرقة أي بيانات أو تحويل أي أرصدة دون علمك، فلا يجب التغاضي عن هذا الجانب، فكما هو معلوم أن عملية الشراء تمر على ثلاث مراحل في ثلاث مناطق، منطقة الطلب، الاتصال، ومنطقة التسوق، وكل منها تتطلب إجراءات أمن مقبولة، فجهاز المستخدم يجب أن يكون خالياً من الفيروسات وكائنات انتهاك الخصوصية التي قد تقوم بسرقة البيانات، وفي بعض الأحيان إلى الاستيلاء على كامل الرصيد، لذلك يجب تركيب برامج حماية جيدة، إضافة إلى اللجوء إلى بطاقات ائتمانية خاصة بالإنترنت (محدودة الرصيد) وهذه الخدمة تقدمها معظم البنوك لعملائها، كذلك في المتصفح (الذي يعد المنطقة الثانية) يجب أن لا تقل قوة التشفير فيه عن 128بت، هذا فيما يخص منطقتي المتسوق والاتصال، أما منطقة التسوق فيجب أن يبحث المتسوق في الصفحة الرئيسية عن ضمان الأمن والذي يشار إليه عادة أسفل الصفحة كأن يكتب secured أو كلمة مشابهة وأحياناً يوضع شعار الجهة الضامنة للأمن. كذلك عند إجراء عملية الدفع الإلكتروني يجب أن ينتقل الموقع إلى منطقة آمنة وهذه يتم التعرف عليها بعدة سمات، منها إضافة حرف S إلى http ليصبح https، كذلك ظهور علامة القفل في شريط الحالة والذي يعرض معلومات شهادة الأمان وصلاحيتها والجهة المصدرة لها. [email protected]