قبل سنتين أطل علينا المخرج عامر الحمود على شاشة LBC الفضائية اللبنانية معلناً عن مسلسله الجديد "طاش الأصلي" وعن استمرار حرب الخلافات بينه وبين عبدالله وناصر، إلا أن هذا هو النصف الأول من القصة، فالنصف الثاني، الذي تم تجاهله وقتها، هو توقيع عقود احتكار مع مجموعة من الممثلين السعوديين الشباب تصل مدتها إلى عشر سنوات "كشباب وجدنا أن فرصة عملنا مع عامر الحمود فرصة لا تتكرر ووقعنا على عقود الاحتكار بسرعة رغبة في التمثيل والظهور، بعدها شعرنا بأننا لا نستطيع التحرك. حتى وصل الأمر أنه للتمثيل في المسرح يجب أن تجلب ورقة من الشركة تسمح لك بذلك" هذا ما وصف به الممثل سلمان العباسي تجربة الاحتكار تلك، سلمان يفكر الآن في فض عقد الاحتكار مع عامر الحمود مبدياً امتعاضه من عدد الأعمال السنوية التي ينتجها عامر التي لا تتعدى العملين، وكيف أنها لا تخدم وضعه الحالي كممثل ناشئ. لكن زميله في "طاش الأصلي" بدر اللحيد استطاع إلغاء العقد بدون دفع أي غرامات مالية مبدياً شكره على تعاون عامر الحمود معه، وواصفاً في الوقت نفسه بأن الاحتكار من شأنه أن يضر بالممثل الشاب على العكس من الممثل النجم الذي يستطيع أن يضع الشروط التي يريدها في العقد. يقول الممثل الشاب نايف فايز وهو أيضاً أحد من وقعوا عقود الاحتكار في طاش الأصلي "في البداية رفض عامر أن يلغي عقدي، لكن بعد فترة من الزمن أعاد الاتصال بجميع الممثلين ليسألهم عمن يريد إلغاء عقده، ووافقت أنا بينما كثير من الشباب أصابهم شعور بالإحراج لأنهم يعتبرون أن عامر قدمهم للساحة وتبناهم". وعن فائدة الاحتكار للممثل الشاب يضيف نايف فايز "بعض الممثلين لا يملكون علاقات في الوسط الفني ولا يعرفون كيف يحصلون على الأدوار الجيدة فالاحتكار لهؤلاء مفيد جداً، لأن المخرج الجيد قد يوجههم للأدوار المناسبة". بعد هذه التجربة غير الموفقة في الاحتكار الدرامي ظهرت على الساحة مؤخراً أنباء عن عقود احتكار من نوع آخر أطرافها شركات إنتاج كبرى ونجوم من العيار الثقيل، فهذه المرة نتكلم عن ممثلين نجوم لهم ثقلهم على الساحة الفنية كفايز المالكي وراشد الشمراني وعبدالله السدحان وناصر القصبي. واستولى على نصيب الأسد من هذه العقود شركة الإنتاج التي يملكها الممثل حسن عسيري (صدف) بما يقارب الثلاثة عشر عقدا احتكاريا، أغلبها من نصيب قناة الإم بي سي. ما يدعو للتساؤل عن جدوى هذه العقود؟!. الكاتب سعد المدهش (آخر كاتب سيناريو محتكر من قبل صدف) يصف الاحتكار بالمفيد جدا لأنه يوفر له الاستقرار على الصعيد المالي والنفسي، ولكنه يحذر من احتكار الممثلين لأنه يجعلهم "كالمساجين" ويحد من فرص عملهم. بهذه الموجة التي قد تغير من وجه الدراما السعودية وتنقله من مرحلة إلى مرحلة، لا بد أن يكون هناك بعض المتضررين، أبرزهم الفنان فهد الحيان الذي شدد من خطر الاحتكار على الدراما السعودية واصفا المسئولين عنها بامتلاك الخبرة في تقديم الأعمال السيئة!. يقول الحيان "عمليات الاحتكار ستوصل الدراما السعودية لمرحلة المقاولات كما حدث في بعض الدول العربية، خاصة وأن هؤلاء المنتجين لا يهمهم سوى الربح ولا يبحثون عن المضمون والقيمة، وإذا نظرت لأعمال هؤلاء (المقاولين) ستجد أنها ذات طابع واحد وجميعها تصنف من أسوأ الأعمال الخليجية" مستبعداً أي تعاون يجمعه مع حسن عسيري أو عامر الحمود في المستقبل لتفرغه في عمله القادم "غشمشم 3" وطالب الحيان وزارة الإعلام بالتدخل للحد من هذه التصرفات التي ستسيء للدراما السعودية أمام العالم العربي. لكن زميله الفنان فايز المالكي لم تخطر له هذه الأفكار متمنياً في الوقت نفسه التوفيق لزميله الفنان فهد الحيان وهو يصفه بالممثل الموهوب، لكن "البقاء للأفضل" كما عاد معقباً. ونوه أن شركة صدف وقناة MBC عازمتان على تقديم أعمال جيدة تحترم ذوق المشاهد، خاصة في ظل انتشار أعمال (سلق البيض) على القنوات الفضائية الأخرى. وأن الاحتكار سيتيح له التركيز وتقديم أعمال أفضل خاصة وان الشركة لا تمنع تواجده على المسرح بل تدعمه أيضا.