شهدت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من قبل الآلاف من السياح الأجانب الذين يتوافدون يومياً إلى مقر الهيئة في المجمع الثقافي بأبوظبي بأعداد كبيرة، ويقومون بجولة في أرجاء الهيئة، ويشاهدون الأعمال الفنية والتراثية المتواصلة التي تنتشر في القاعات وصالات المعارض بالهيئة، إضافة للقطع والعملات القديمة والصور الفوتوغرافية النادرة التي توثق لجزء هام من تاريخ الدولة. وقد عبّر الزوار من مختلف الجنسيات الأجنبية عن إعجابهم بما لمسوه من حراك ثقافي فاعل في العاصمة الإماراتية، وبما تضمّه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من مقتنيات تراثية وفنية تمثل العديد من الحضارات المعروفة. فضلاً عن إعجابهم بالدور الذي تلعبه دار الكتب الوطنية في الهيئة في إصدار العديد من أهم الكتب والدراسات العربية والمترجمة، وتزويد الآلاف من القراء والباحثين بأحدث الإصدارات في العلوم والفنون والآداب. وكذلك قسم المخطوطات التراثية النادرة في الدار والذي يضم الآلاف من هذه المخطوطات. كما حاز مُجسّم مدينة أبوظبي القديمة اهتماماً كبيراً من الزوار الذين أدهشتهم النقلة النوعية التي مرت على مدينة أبوظبي خلال عقود قليلة من الزمن، وذلك انطلاقاً من المقارنة بين المجسم والوضع الراهن للمدينة التي باتت تفوق حداثة وتنظيماً كبرى المدن العالمية، مع محافظتها في ذات الوقت على أصالتها العربية والإسلامية. كما لفتت نظر الزوار لوحة كبيرة باللغتين العربية والإنجليزية تمثل شجرة عائلة آل نهيان، والتي توضح نسب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأفراد عائلة آل نهيان لعدة عقود مضت. وقد استمع الزوار لشرح موجز عن الدور الكبير الذي قام به الشيخ زايد رحمه الله في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي وضع الأسس المتينة للنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والثقافي. ويتوقف يومياً في الهيئة أمام ركن دلما مئات الزوار ليشاهدوا سوق الصناعات اليدوية المحلية، الذي يعرض نماذج من المشغولات اليدوية الإماراتية التقليدية، وحيث تقوم سيدات إماراتيات بحياكة الصوف والقطن (السدو)، والتيلي (التطريز)، وحياكة سعف النخيل، وعرض فنون الحنة. وكانت هيئة بوظبي للثقافة والتراث قد أنشأت هذا السوق في عام 2006تحت شعار (إماراتية 100%، يدوية 100%) بهدف تعريف الزوار بهذا الجانب من التراث، نظراً لما يُجسده من قيمة تاريخية وثقافية تعكس ملامح من حياة الناس في أبوظبي قديماً، كما تتوفر المنتجات اليدوية هذه للبيع للزوار، وقد غلفت على شكل هدايا تذكارية يمكن للسائح اقتناؤها.