آخر عهد للثنائي اليهودي صالح وأخيه داود ذي الأصول العربية (العراق - وعاشا في الكويت) هو العام 1980، عندما تسرب شريط فيديو عن حفلة قديمة كانت آخر ما قدمه صالح وداود في التلفزيون الإسرائيلي عندما كانا يتغنيان أغاني أم كلثوم (يا ليلة العيد) وأغان ذات أصول كويتية. المفاجأة كانت إصدار اسطوانة للفنان العربي والإسرائيلي صالح عزرا الكويتي الذي توفي في (منتصف الستينات)، هذه الاسطوانة سجلت قبل أكثر من سبعين عاما ووزعت في العام (2006م) هي من انتاج ابنه الذي قام بالإشراف على الألبوم وتوزيعه (ShlomoALkvity) سليمان الكويتي، هذه الاسطوانة جرى تداولها في إسرائيل.. المفارقة كانت من خلال تصاريح شلومو عندما قال: (ان الاسطوانة تحتوي على العديد من الأغاني التي كان يغنيها والدي صالح الكويتي مضاف معها CD آخر لعمي داود عزرا الكويتي الذي اشتهر بالعزف على العود ومصاحبة والده في الثلاثينات أثناء الحفلات الغنائية والجلسات التي كانا يقيمانها في الكويت والعراق). شلومو غير دقيق في وصفه للألبوم والأغاني التي قدمها والده ويبدو لي أنه يجهل أصول الأغاني التي قدمها في (CD) ويعتقد أنها أغاني من تأليف والده، بينما هي أغاني التراث الكويتي القديم، وبقاؤه في ذاكرة الأجيال يعني أنها أغان أصيلة وليست لأنها من غناء صالح عزرا الكويتي. ويعتقد أنها وثيقة فنية تراثية كويتية مهمة، بتلك الصيغة في الجو الكويتي القديم للجلسات الشعبية التي كانت سائدة في منطقة الخليج بصورة خاصة في الثلاثينات، وهذه الأعمال والتحف الفنية الغنائية من تراث الراحلين عبداللطيف الكويتي ( 1904- 1975م) وخضيري بوعزيز ومحمود الكويتي، الى جانب بعض الأغاني الكويتية القديمة التي كان يتميز بها صالح عزرا لعبدالله الفرج (معلمة) ومحمد بن فارس وغيرهما وهي من كلمات كويتية أصيلة أخذت من صميم الحياة الاجتماعية الكويتية. المعروف أن تاريخ صالح الكويتي وعائلته رحلوا من العراق وعاشوا في الكويت، وبعد مزاولة العمل ضد القانون تم إبعادهم وعودتهم إلى العراق ثم بعد ذلك هاجروا من العراق إلى إسرائيل، والسبب في تسميتهم بالكويتي جاء بناء على علاقتهم بالفنان القديم عبداللطيف الكويتي الذي كان على صلة بهم وكان يزورهم في العراق، ويعتقد أن لقب "الكويتي" جاء لأنه ذهب مع عبداللطيف الكويتي لتسجيل اسطوانات له، وفي مقر التسجيل عندما عرفوا أن عبداللطيف يلقب بالكويتي اطلقوا اللقب نفسه عليهم جميعا، المعروف ان اغاني صالح عزرا وأخيه داود كانت تبث في اذاعة اسرائيل منذ قيام الكيان الصهيوني في الاربعينات باسم صالح الكويتي ربما هي الثقافة الإسرائيلية في الاستيلاء على حق الآخرين حتى في لقاءات صالح الكويتي عبر الإذاعة الاسرائيلية في الخمسينات كان يلمح بعيداً بأنها أعمال كويتية.