قبل عشرين عاما أو يزيد كان (كاتبنا) يكتب موضوعا أو ينقل فكرة معينة عبر وسائل الإعلام ولكنه يظل حائرا.. ومترقبا.. ومهتما.. ويتساءل هل أوصلت إلى المتلقين ما أرمي إليه.. هل أعجبهم ما قلت لهم، أو لم يعجبهم، أم لم يلقوا له بالا؟والعديد من الأسئلة والهموم التي تراود (كاتبنا) صاحب الرسالة، ولعله يكتفي ببعض الرسائل البريدية من بعض القراء أو المتابعين المهتمين والتي لا تسمن ولا تغني من جوع فهي لا تمثل وجهة نظر الأغلبية. ولحسن حظ (كاتبنا) بأننا نعيش الآن بالألفية الثالثة والتي يطلق عليها (ألفية الإنترنت)، ولذلك فإنه قد وجد ضالته لردود متتبعيه، فما أن يكتب شيئا حتى تنهال عليه الردود من كل حدب وصوب، ويلقى الثناء والشكر على ما سطر من حروف تأسر القلوب، وقد يلقى منهم انتقادات بناءه أو انتقادات تضيق منها الصدور، وقد لا يجد منهم إلا كل نكران وجحود. موضوع جديد! إن المتتبع لخاصية ردود القراء والتي تحرص عليها الصحف لدينا، يجد أنها عالم آخر قائم بحد ذاته على قراء يحملون أسماء مستعارة وحتى حقيقية، يضعون ردودهم بكل صراحة وشفافية ووضوح ليوصلوها إلى الكاتب، وليستنير بها في أفكاره وتعديل أو تعزيز مفاهيمه وتوجهاته، فتجدهم إما مؤيدين وراضين عما يقوله الكاتب، أو معارضين وساخطين عليه، ولهذا فإن (كاتبنا) لا يجد اليوم معاناة في الوصول إلى ما يهم الناس وما يعجبهم وما يريدون قراءته، فمع تواصله معهم يستطيع أن يستشف موضوعا رائعا وقيما ليكتبه في المرة المقبلة. أشهر المشاركين! المواظبة والإبداع كفيلان بأن يصنعا منك نجما متألقا، وأن تكون علامة بارزة في أي مجال، وبالتالي تجعل من حولك يتحدث عنك ويشيد بك وقد ينتظرك على أحر من الجمر حتى تدلي بدلوك في قضية ما.. كما في مجال ردود القراء، فهناك قراء مواظبون ومتألقون في الردود، فتجدهم محط أنظار كثير من القراء، ومؤثرين بشكل كبير على الكتاب بالذات، وعلى القراء وتسييرهم إلى اتخاذ آراء معينة. ما لها وما عليها ولكن ما يؤخذ على المشاركين في التعليقات هو وجود أناس يفتقدون للباقة.. يكتبون ما يحلو لهم من ردود دون حسيب ولا رقيب حتى صاروا شائبة تشوب حرية الرأي والذوق العام، ولهذا فإن عددا من الصحف تتخذ من (فلترة) الردود حلا لهذه الإشكالية، وفي المقابل تجد أن صحفا أخرى إلكترونية أو مطبوعة تعمد إلى ترك الحبل على الغارب لتشد الانتباه إليها! ولكن الذي يهمنا هو أن خدمة الردود أتاحت بلا شك فرصة تلاقح الأفكار بين الكاتب وقرائه، ومعرفته لحجم التأثير الذي أوقعه على متلقيه، حتى وجدت الحميمية بين الكاتب وجمهوره، وهذه نقطة تحسب لصالح تعليقات القراء على شبكة الانترنت.