عندما يتبادر إلى ذهنك شراء أي سلعة تريدها بأبخس الأثمان دون النظر الى جودتها أو مصدرها فإن اول ما تفكر فيه هو حراج بن قاسم الواقع وسط مدينة الرياض على الدائري الجنوبي والذي مضى عليه أكثر من (60) عاما امتدت رحلته من ساحة الصفاة الى المنصورية، الا ان ارتباط هذا السوق بأذهان المتسوقين اصبح ثابتا لكثرة ما يتعرض له من حرائق وبصفة مستمرة، حيث كبدت اصحابها خسائر وأموالا طائلة دون أن يوجد لتلك النيران أي سبب أو متسبب فيها كان آخرها يوم أمس الاول حينما اندلعت النيران وأتت على ما يقارب من (120) مبسطا للنساء للملابس والأدوات المستعملة والسجاد. ويعتبر هذا الحريق هو الرابع خلال هذا العام استمرارا للحرائق بالسوق نتيجة العشوائية في المباسط وهيمنة العمالة السائبة بحراج بن قاسم مع صمت البلدية وعدم تحركها لايجاد حلول مجدية يستفاد منها رغم مطالبة العديد من أصحاب البضائع والمحلات بنقل السوق إلى مقره الجديد والذي تبرع بأرضه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وذلك جنوب الحراج تبلغ مساحة الأرض 484.000م 2.وقد قامت "الرياض" بعدة جولات أبرزت من خلالها عددا من المساوئ والمعاناة المستمرة والعشوائية في السوق وعدم التنظيم، حيث يعتبر السوق في عهده الأجانب والبلدية عاجزة عن التنظيم. "الرياض" ومن خلال جولتها التقت بأصحاب المحلات المحترقة والذين ناشدوا البلدية والمسؤولين باتخاذ وقفة حازمة تجاه المخالفات في السوق والتي غالبا ما تحدث من العمالة السائبة التي أحكمت قبضتها على السوق ومضايقة المواطن في كل صغيرة وكبيرة. وقال علي حامد العرجاني انني أعمل بحراج بن قاسم من اربعة عشر عاما، حيث تعرض السوق لعدة حرائق بلغت تسع مرات كان أعظمها هذا العام وهي أربع مرات في عام واحد. وقال انني خسرت اكثر من (60) الف ريال دون وجود اي تعويض وطالب العرجاني بنقل السوق الى مقره الجديد، وقالت احدى البائعات (أم خلف) انني تعرضت لخسائر عدة من الحرائق بلغت (100) الف ريال، حيث اتت النيران على (8) محلات نشاطها في السجاد التركي والايراني والمخاد وعدد من المواطير، وقالت إنني امرأة أكدح بحثا عن مصدر رزقي في هذا السوق رغم عشوائيته وفوضويته دون رقيب من البلدية الغائبة تماما. أما أم ماجد فتقول انني فقدت جميع ما املك في الحريق وهو المصدر الوحيد لي وتوافقها عائشة كعبي وهي تكفكف دموعها لفقدانها مبسطها ومبالغها المالية والتي تقدر بثمانية آلاف ريال استلفتها من عدة اشخاص. ومن المشاهدات المتكررة عشوائية السوق وعدم تنظيمه اضافة الى عدم وجود مركز للدفاع المدني داخل السوق والتي يعتبر أمرا مهما وضروريا نظرا لكثرة ما يتعرض له السوق من حرائق متكررة أصبحت عالقة في أذهان أصحاب المحلات والمباسط.