ونحن نعيش في هذا الزمن الذي أصبح العالم فيه أشبه بالشاشة نطوف من خلالها بجميع الثقافات ونكتسب الكثير من المعارف والمهارات، بكل يسر وسهولة نتواصل مع أطراف العالم وأطيافه وهذا في حد ذاته نعمة يجب أن نستثمرها بما يعود علينا بالنفع وبما يثرينا ويجعلنا قادرين على الرقي بمجتمعنا بكل ما تعنى الكلمة. تتنوع النوافذ التي تساعد على التواصل ومنها المنتديات في الشبكة العنكبوتية "الانترنت " المتخصصة منها والعامة والتي تعد منابر حرة يلتقي فيها الجميع ليطرح رأيه وليسمع رؤى الآخرين بكل ثقة وتجرد بعيداً عن الشللية والتعصب الفكري أو المذهبي، يفترض أن نستثمرها بشكل فاعل ينعكس على مجتمعنا بالخير والنماء، كل صاحب لب يؤمن أن مثل هذه المنابر مثرية ومؤثرة في ثقافة المجتمع وقدرته على التواصل بكل شفافية متى ما استثمرت هذه المنابر بشكل جيد، وهي تعد فرصة لكل البشر حيث إنها لا تشترط مواصفات ولا صفات خاصة لكي تعتليها لتستثمرها، فقط أنت في حاجة لأن تختار معرفا صريحا أو مستعارا ومن ثم الانتساب والموافقة على شروط الموقع الذي تود المشاركة فيه، وهذه الشروط تعتبر ميثاقا شرعيا وأخلاقيا لا يصح أن نتساهل بها. وبعد أن تتم التسجيل تجد نفسك عضوا يحق له التواصل مع من سبقه ليطرح رأيه وبقراءة ما يفيده مما كتب أو نقل في هذا الموقع. هذا هو الحال في المنتديات. لذلك لا يصح أن يخرج علينا من يحارب مثل هذه المنابر ويعتقد أنها خطر بل ويسخف كل ما يرد فيها ويسخر من كل من يتعامل معها ولا يقبل أن نحارب ونكسر مجاديف كل من يحاول أن يستثمر هذه المنتديات للرقي بمجتمعه. نعم قد تكون هناك بعض المنتديات التي ضررها أكثر من نفعها ولكن تبقى نافذة مشرعة للجميع يجب أن تستثمر لكي يزول الخطر ويصحح الخلل، لماذا لا ننظر للعالم من حولنا لنرى كيف يتعامل مع مثل هذه المنابر الإعلامية كيف يستثمرها بشكل راقي يدل على رقي المجتمع بأكمله ؟ هذا ما يفترض أن يكون عليه الحال..! وليس كما يعتقد البعض ممن يصور المنتديات بأنها ساحة للمهاترات ونشر الغسيل "المفاضحة"...!! كم هي مخجل هذه النظرة الدونية التي تعودناها في مجتمعنا مع كل جديد والتاريخ يحتفظ بكل تلك البدايات (الراديو - التلفاز - القنوات الفضائية.... الخ) كلها حوربت وخُوِّف الناس منها ومن التعامل معها وقيل إنها محق وفجور..! وسرعان ما أصبحت من الضروريات..!! اليوم نقولها بكل ثقة كفانا جهلا وتطرفا بالرأي، لماذا لا نستفيد من تلك الدروس ونعي أنه يمكن أن نأخذ من كل جديد ما يناسبنا ويناسب مجتمعنا وبالمقابل نلفظ ما لا يناسبنا ولا مجتمعنا وفق منهجنا الإسلامي الذي يعد صالحاً لكل زمان ومكان، ومع كل هذه النظرة الضبابية التي نجدها من البعض لا نغفل أن هناك من النماذج المشرقة والراقية في فضاء الشبكة العنكبوتية والتي نفخر بها ونفاخر في مجتمعنا ومنها منتديات وشبكة الألمعي التي دشن موقعها الرسمي مؤخراً أمير منطقة عسير فيصل بن خالد أثناء حضوره احتفال محافظة رجال ألمع بعيد الأضحى المبارك لعام 1428ه، هذا الموقع وبشكل عام يعد صاحب السبق في تفعيل مثل هذه المنابر لتكون همزة الوصل بين المواطن والمسؤول حيث يجد المنتسب إليه صفحة خاصة بمحافظ رجال ألمع الذي يقف على الهرم الإداري في المحافظة وأخرى برئيس المجلس البلدي إضافة للصفحات التراثية والتاريخية والثقافية وغيرها الكثير مما يسر ويبهج الزائر والمتصفح للموقع والتي تعكس ثقافة ألمع المكان والإنسان، نذكر ذلك الجهد الرائع لنشكر كل من قام عليه وندعو الآخرين للاستفادة من هذا النموذج، كم نحن في حاجة لمثل هذه النماذج المضيئة في مجتمع لا يقبل أن ينغلق على نفسه ليعيش حالة من التخلف والتأخر وبأي حجة كانت، فالشعار الذي يرفعه الجميع نلتقي في أي مكان وبأي وسيلة كانت لنرتقي ونلحق بالركب من حولنا نتذكر تاريخنا وماضي أجدادنا المشرف فيزيدنا حماسة وعزما على العدو بخطوات واثقة إلى الأمام مفلتين من قيود الجهل وسوء الظن التي تجعلنا نقف مرعوبين ومشككين في كل جديد نبكي حال أمتنا فقط وبكل سلبية..