ارتفاع أسعار مصادر الطاقة الذي جاء متناغماً مع ارتفاعات أسعار السلع العالمية حقن الحيوية في تجارة الفحم الحجري التي تنامت بنسبة 5% خلال الشهرين الماضيين وانتعشت أسعاره لتصل إلى حوالي 62دولاراً للطن مرتفعا من 52دولاراً للطن المتري خلال العام الماضي. ورغم المحاذير البيئية الا ان حجم إنتاج الفحم الحجري ارتفع خلال العام الماضي إلى 5370طناً مترياً بزيادة نسبتها 8.8% عن العام الذي سبقه و لا يزال يجد اقبالا من بعض المستهلكين نظرا إلى رخص أسعاره مقارنة بمصادر الطاقة الاخرى حيث بلغ الاستهلاك السنوي حوالي 5339طناً مترياً وتأتي في مقدمة الدول التي تصدر الفحم الحجري أستراليا حيث تصدر 231طناً مترياً سنويا تليها اندونسيا بكمية 129طناً مترياً ثم روسيا بحوالي 92طناً فجنوب افريقيا 69طناً تليها الصين 63طناً ثم كولومبيا بحوالي 60طناً وتأتي بعدها الولاياتالمتحدةالامريكية بكميات تصل إلى 45طناً مترياً سنويا. وتواجه صناعة الفحم الحجري عدداً من المعوقات فبالإضافة إلى أنه يعد من أهم ملوثات البيئة لكونه ينفث كميات هائلة من الغازات السامة عند حرقه كوقود للطاقة فنشاطاته الاستثمارية محفوفة بالمخاطر التي تتمثل في الانفجارات الغازية داخل المناجم والفيضانات التي تداهم الأنفاق ويذهب ضحيتها آلاف العاملين سنويا. وكلما زادت أسعار الطاقة كانت هناك فرصة لانتعاش صناعة الفحم الحجري غير أن المستثمرين يترددون في توسيع استثماراتهم في هذا النوع من الوقود وذلك للضغوط التي تمارس من قبل البيئيين إضافة إلى المخاطر التي تحيق بصناعة الفحم الحجري وحوادث أنفاق المناجم التي يروح ضحيتها آلاف الأشخاص سنويا حيث أشارت تقارير منظمة العمل الدولية أن ثمن فاتورة توليد الطاقة من الفحم الحجري الذي تدفعه الصين على سبيل المثال من أرواح مواطن يها يقدر بأربعة أشخاص مقابل كل طن فحم وهو معدل يزيد مائة مرة عن المعدل العالمي.. كما بين التقرير الدوري لمصلحة سلامة العمل الحكومية أنه تم تسجيل 419ألف حادثة في منشآت العمل خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي أودت بحياة 79ألف شخص، ومعلوم أن الصين تحتل المركز الأول على مستوى العالم إنتاجا واستهلاكا للفحم حيث يبلغ حجم إنتاجها السنوي نحو ملياري طن وهو ما يعادل 35% من الإجمالي العالمي بينما تشهد وحدها أكثر من 80بالمائة من إجمالي الحوادث المسجلة عالميا في هذا القطاع الذي يهيمن عليه بعض التجار ولا يخضعون لمعايير السلامة. ويؤكد المسئولون الصينيون أنهم سيعملون بحزم من اجل تحسين معايير السلامة في مناجم الفحم الحجري، من خلال تنفيذ خطة تهدف الى إغلاق نصف مناجمها الصغيرة البالغ عددها 23ألفا بمنتصف العام الحالي 2008،علما بأنه يوجد فى الصين نحو 600منجم فحم مملوكة للدولة وحوالى 2600منجم فحم تديرها حكومات المقاطعات الإحدى والثلاثين وقرابة 25ألف منجم فحم مملوكة للقطاع الخاص والأفراد الذين عادة يتسببون في الحوادث لعدم التقيد بوسائل السلامة أو تطبيق المعايير الآمنة في المناجم. ويعتقد بأن الكرة الأرضية تختزن احتياطيات هائلة من الفحم الحجري تصل إلى 10000مليار طن ما يعنى 7أضعاف الغاز و البترول و هذا. المخزون كاف لحوالي ال 300عام القادمة. وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الدول الغنية فى الفحم هي التي تقع في المنطقة المعتدلة: كالولاياتالمتحدة وبلجيكا وفرنسا (شمال فرنسا)، ألمانيا، بولندا، روسيا، الصين.