يمكننا أن نتعلم وأن ندرس أسلوب الحكم الألماني (فيلكس بريش) هو لم يأت بمعجزة ولم يسطر شيئاً مستحيلاً على أرض ميدان ملعب الأمير عبدالله الفيصل في ادارته لمباراة الأهلي والاتحاد الأخيرة والتي انتهت لصالح الاتحاد بهدف واحد بل انه استعمل أسلوباً في تعامله مع الأحداث الميدانية بواقعية تدل على أنه يملك معرفة بعقلية اللاعب العربي، إذ أنه استعمل الانفعال المختلق بتلك (التكشيرة) ليظهر للاعب قوة شخصية وتفاعل مع مجريات المباراة بما تتطلبه من سماحة وتخليه عن اطلاق الصافرة على الحالات (الضعيفة) من مبدأ الإمتاع للمشاهد الذي حضر ليشاهد لعباً وليس رجل (عسة) يطلق الصافرة كيفما اتفق. @ الدروس المستفادة منه نذكر منها ما قد يخفى على بعض حكامنا الأعزاء: 1- اللياقة البدنية. 2- الجري دائماً على الخط القطري. 3- دائماً يكون على يسار الكرة ليكون اللاعبون والكرة بينه وبين مساعديه. 4- عدم الاستعجال في استعمال البطاقة الصفراء كسلاح للسيطرة. 5- قراءته الجيدة لهذه المباراة. 6- التعامل مع اللاعبين على حد سواء. 7- قراراته لم يكن فيها اختلاف في كلا الشوطين. ومن وجهة نظري فإن هذه المباراة كان طابعها الروح الرياضية والبحث عن الفوز بأداء لم يكن فيه خشونة مما ساعده على انجاحها بكل تميز بحيث طبق روح القانون ومبدأ إتاحة الفرص بقناعته وخلفيته القانونية التي جعلت منه نجماً لهذه المباراة ومن أنجح الحكام الذين قادوا بعض المباريات التي تحتاج إلى حكام (أجانب) يحصلون على آلاف الدولارات وليس لديهم أي ضغوط نفسية كالتي يعيشها الحكم الوطني التي خلقتها بعض الأقلام مما أفقدنا الثقة في بعض حكامنا. @ إنني أتساءل؟ لماذا يتقبل اللاعب كل القرارات التي يصدرها الحكم (الأجنبي) بينما نراه يعترض ويعارض الكثير من القرارات الصحيحة التي تأتي من الحكم المحلي ويضع كل العراقيل أمام ابن البلد الذي يسعى بكل جهده لانجاح اللقاء الذي يوكل إليه. رغم كل شيء فإنه يجب علينا الاستفادة من أسلوب وعطاء هذا الحكم الألماني الذي أمتعنا بأسلوبه الراقي وليس هذا مستحيلاً فلدينا قدرات تحكيمية بإمكانها تحقيق أكثر من هذا النجاح. @ مما زاد هذا اللقاء روعة وبهاء تلك الاضافة الممتازة في متابعته لمجريات المباراة على لسان معلقنا المتألق دائماً الأستاذ ناصر الأحمد الذي يشدك ويجعلك تتابع تعليقه المتميز وبذلك الحضور الجماهيري الرائع الذي ملأ ذلك الاستاد وبتلك الأهازيج الشيقة من كلا الفريقين بأرقى أساليب التشجيع بعيداً عما يكدر صفو هذا اللقاء.. شكراً. استاذ محاضر في قانون كرة القدم