شد انتباهي عند قراءتي لأحد مواقع الحكومة الالكترونية لسنغافورة على الإنترنت خبراً يتحدث عن طرح مناقصة حكومية موحدة لمشتريات تقنية المعلومات، تسمّى: "معيار بيئة التشغيل" (Standard Operating Environment). وهذه المناقصة تعنى بتوحيد شراء الحكومة السنغافورية لأجهزة وأنظمة الحاسب الآلي للدولة ككل، كما أنها سوف تتيح المجال للتعاقد الخارجي لتشغيل أنظمة تقنية المعلومات في الإدارات الحكومية، ماعدا القطاعات العسكرية والتعليمية حيث إن لديها أنظمتها الخاصة بها. وكما هو معروف لدى الكثير، فإن سنغافورة تحتل مركزاً متقدماً في تطبيق الحكومة الالكترونية، وهذه الخطوة تم اتخاذها لضمان تكامل مشروع خطة تطبيق الحكومة الالكترونية. وتعتبر المناقصة التي طرحتها الحكومة السنغافورية أولى المناقصات من هذا النوع في العالم. ومن أهم فوائد توحيد عملية الشراء الحكومية لتقنية المعلومات عبر المناقصة المطروحة ما يلي: إن توحيد شراء أنظمة تقنية المعلومات يساعد على تكامل المنشآت الحكومية فيما بينها. سهولة الحصول على عروض أسعار وخدمات أفضل لأجهزة وأنظمة الحاسب الآلي. تطبيق مواصفات موحدة لإدارة مشاريع تقنية المعلومات. تسريع تطبيق أنظمة تقنية المعلومات على نطاق الدولة. القدرة على التطوير ومتابعة مستجدات التقنية بوضع مستمر. خلق صناعة تقنية معلومات متخصصة تستطيع الدولة أن تصدرها لدول العالم الأخرى. ولتفعيل هذه المناقصة قامت "هيئة تطوير الاتصالات والمعلومات" (Infocomm Development Authority) في سنغافورة بوضع لجنة لمراجعة العروض المقدمة من قبل أربعة ائتلافات تجارية لكبرى شركات التقنية في سنغافورة مع شركات عالمية، على أن يتم الانتهاء من تطبيق هذه المناقصة بنهاية 2010م. وبما أن المملكة العربية السعودية مقبلة على نهضة معلوماتية كبيرة جداً خلال السنوات القليلة القادمة، فإن ذلك يحتم على الجهات المسؤولة عن تنظيم مشاريع تقنية المعلومات بأن تستفيد من خبرات الدول التي سبقتنا في تطبيق التقنية، خصوصاً وأن لدى المملكة الموارد التي تتيح لها تقليل الفارق الزمني بيننا وبين هذه الدول. وفي رأيي الشخصي إن توحيد المشتريات سوف يطور صناعة تقنية المعلومات في المملكة بشكل كبير وسوف يوفر الكثير من الجهد والمال الذي يهدر حالياً وبشكل كبير، في معظم الجهات الحكومية بسبب عدم وضع منظومة شراء موحدة. [email protected]
