تكالبت عليهم الظروف وأعياهم الفقر المدقع وصعوبة الحياة ومشقتها وزاد من جحيم حياتهم برودة الشتاء القارس الذي لم يرحم ضعفهم فاستوطن أجسادهم الهزيلة التي لم تكس إلا بالثياب البالية. هذه أسرة (أبو فريح) التي يبلغ عددها 12فردا ذكورا وإناثا والتي نأت عن العمران والمدنية لتبتني على مشارف مركز النخيل (100كلم غرب المدينةالمنورة) ما يطلق عليه مجازا (بيتا) لا يقي من برد الشتاء أو لهيب الصيف فضلا عن المطر أو السيول الجارفة، فكيف لعشة بنيت من خوص النخيل وأعواد الأشجار أو خيمة مزقها الزمن أن تصمد أمام تقلبات الجو العنيفة و تقاوم البرد الذي تدنت درجاته حتى قاربت الصفر المئوي. هذه الأسرة كتبت لها الأقدار حياة يملؤها الشظف والعوز ابتلاء وامتحانا فالشيخ الطاعن في السن انزوى عن أسرته في خيمة صغيرة بعد أن استوطنت جسده كل أمراض الشيخوخة والابن الأكبر (فريح) أصيب بمرض نفسي جعله لا يتجاوب مع أحد إضافة لإعاقته وعدم قدرته على النطق إلا بمشقة، أما (مفرح) ابن التاسعة عشر ربيعا فقد منعه الفقر من إكمال دراسته الأساسية فذهب يبحث يمنة ويسرة عن العمل لعله يعين أسرته على كبد الحياة ويوفر لإخوته لقمة العيش ومتطلبات المدرسة، ولكنه وجد الأبواب دونه موصدة فلم يجد بداً من العمل راعيا للغنم بمبلغ زهيد عند أحد المواطنين بنفس المبلغ الذي كان يتقاضاه عامله الآسيوي الهارب !! أما بقية الأبناء والبنات (حالية وغالية وفرحان وسارة ومحمد وعلي وموسى وناصر) فلم يكونوا أوفر حظا من إخوانهم حيث لم يتجاوز أحدهم المرحلة الابتدائية لعدم وجود سيارة توصلهم إلى مبنى المدرسة المتوسطة، فلولا قرب المدرسة الابتدائية منهم لما تمكنوا من التعليم أصلا !! كما تجرعت الأسرة مرارة الدين لتوفير أبسط الضروريات من مأكل ومشرب حيث تجاوزت ديونهم 20ألف ريال بعد أن رفضت المحلات التجارية إدانتهم بسبب عجزهم عن الوفاء بمبالغ متفرقة قاربت ألفي ريال. وناشد أبو فريح أصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون والمساعدة لانتشال أسرته وتأمين منزل يسكنونه وتأثيثه إضافة لتلبية ضروريات الحياة من ملبس ومأكل ومشرب وعلاج وتوفير سيارة تنقل أبناءه وبناته للمدارس. لمساعدة الأسرة الاتصال على جوال : ( 0504358447). او مكتب جريدة الرياضبالمدينة.