شكل الرئيس الكيني مواي كيباكي الذي ادت اعادة انتخابه المثيرة للجدل الى اغراق البلاد في ازمة حادة، أمس الجمعة "لجنة سياسية على مستوى عال لاجراء الحوار السياسي الوطني والمصالحة الوطنية"، بحسب بيان رسمي. وتتالف اللجنة من نائب الرئيس كالونزو موسيوكو وستة وزراء اضافة الى المدعي العام اموس واكو ونائب عضو في حزب موسيوكو "الحركة الديموقراطية البرتقالية-كينيا". وياتي اعلان كيباكي عن اللجنة اثر وصول وسيطين الى كينيا هذا الاسبوع وهما الرئيس التنزاني السابق بنجامين مانديلا وغراسا ماشل زوجة رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا، اللذان سيشاركان في الوساطة التي يقودها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان. ونفت الحكومة الكينية حتى الان ان تكون البلاد تمر في ازمة وقامت باستقبال بارد جدا لمختلف الوسطاء الذين توالوا على نيروبي. الا انها اكدت الاربعاء ترحيبها بالوسطاء الافارقة. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول تشكيل هذه اللجنة، اعتبر حزب المعارضة الرئيسي، "الحركة الديموقراطية البرتقالية"، ان الحكومة لها "الحق في تشكيلها". وبعد الطلب اليه بالحاح ليعلن ما اذا كان حزبه سيلتقي هذه اللجنة، اجاب الامين العام ل"الحركة الديموقراطية البرتقالية": "سننتظر حتى يتصلوا بنا وسنتخذ قرارنا اثر ذلك". من جانب آخر اعلنت المعارضة الكينية ان الجمعة سيكون "آخر ايام تظاهراتها" وان "الكفاح" سيدخل "مرحلة جديدة" تتمثل في مقاطعة منتجات شركات مقربين من كيباكي. وقال سالم لوني المتحدث باسم الحركة الديمقراطية البرتقالية ابرز تنظيمات المعارضة لوكالة فرانس برس "امس هو آخر ايام التظاهرات". ودعت الحركة الديمقراطية البرتقالية بزعامة رايلا اودينغا الى التظاهر في كافة انحاء كينيا من الاربعاء الى الجمعة غير ان الشرطة حظرت هذه التظاهرات وقمعت بشدة الذين عصوا الحظر وايضا مارة تصادف وجودهم بمواقع التظاهر ما اوقع مقتل 14شخصا على الاقل الاربعاء والخميس، بحسب الشرطة. وتمر كينيا بازمة سياسية حادة منذ اعادة انتخاب الرئيس كيباكي اثر انتخابات 27كانون الاول/ديسمبر وقتل 700شخص على الاقل في الاسابيع الثلاثة الاخيرة. واضاف المتحدث باسم الحركة الديمقراطية "لقد تعرضنا للكثير من المعاناة بسبب ممارسات غير مسؤولة للشرطة ضد متظاهرين مسالمين. ونحن ندخل اليوم مرحلة جديدة في الكفاح تشمل مقاطعة اقتصادية من قبل المستهلكين للشركات الكبرى التي يملكها صقور مقربون من كيباكي". واشار بشكل خاص الى منتجات حليب لشركة "بروكسايد دايريز" وشركات النقل العام المشترك "سيتي هوبر" و "كينيا باص سيرفس" اضافة الى بنك "ايكويتي بنك". واضاف المتحدث ان التظاهرات اظهرت ان "الحكومة تلجأ الى تكتيكات غير مسؤولة" وانها "خائفة ولولا هذه التكتيكات لنزل مئات آلاف الكينيين للتظاهر". وتابع ان اعمال العنف "اثارت قلق المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وهناك شركاء آخرون هددوا بقطع مساعدتهم وفرض عقوبات" على كينيا. واشار الى ان "هذه التظاهرات كان لها ايضا انعكاسات على النشاط الاقتصادي. ومع ذلك فاني اؤكد ان المحلات التجارية اغلقت بسبب قمع الشرطة". واكد المتحدث ان الحركة الديمقراطية البرتقالية "على استعداد" لمقابلة فريق الوسطاء الذي سيقوده الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان. و قتل 14شخصا في كينيا الاربعاء والخميس خلال او على هامش تظاهرات للمعارضة حسب حصيلة جديدة اعلنتها الشرطة في بيان وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس الجمعة. وقال مسؤول في الشرطة رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "لقد قتل 14شخصا". وكانت الحصيلة السابقة للشرطة تشير الى سقوط سبعة قتلى في يومين من اعمال العنف بين مناصري المعارضة وقوات الامن. وقتل سبعة من هؤلاء في كيسومو في غرب كينيا، وسبعة اخرون في العاصمة لا سيما في احياء مدن الصفيح، معقل المعارضة، كما اوضح مسؤول الشرطة.