أكد الرئيس التركي عبد الله غول أن بلاده تحاول أن تبذل دورا مساعدا في التوصل الى حل للنزاع العربي - الاسرائيلي، وهناك جهود لتركيا في هذا الصدد والجميع في المنطقة يعرب عن ارتياحه وتقديره للدور التركي. وشدد غول في تصريحات للصحفيين في طريق عودته من القاهرة أول من امس نشرتها الصحف التركية "الخميس" على أنه لا ينبغي ترك محاولات التوصل الى حل لمشكلة الشرق الأوسط الى الولاياتالمتحدة وحدها مشيرا الى أهمية أن يوجه زعماء المنطقة اهتمامهم الى هذه القضية. وذكر غول أن الجميع تعود الآن على أنه بعد كل اجتماع يعقد لمحاولة التوصل الى تقدم في الوضع الراهن بالشرق الأوسط، وينتهي بالفشل تندلع أعمال العنف من جديد، وهذه الأعمال لا تتوقف عند حد معين، موضحا أن العنف يولد العنف وأن الدخول في دوامة جديدة من أعمال العنف بين اسرائيل وفلسطين سيؤثر على لبنان والعراق ويدفع المنطقة كلها الى ظروف صعبة. وبالنسبة للعراق أكد غول أن تركيا لعبت دورا مهما في الحفاظ على وحدة العراق واستقراره سواء قبل الحرب أو بعدها مشيرا الى أن تركيا ودول جوار العراق نجحت من خلال الفهم المشترك للوضع في العراق في إبعاد شبح تقسيمه. وأضاف غول أنه لولا الرؤية المشتركة لدول جوار العراق لأصبح العراق اليوم مثل يوغسلافيا مشيرا الى أن تركيا لعبت دورا مهما في هذا الصدد وتحدت جميع الجهود التي كانت تبذل لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات، وأدرك العالم كله الآن أن تركيا كانت على صواب وأصبح الجميع الآن يعمل باتجاه حماية وحدة الأراضي العراقية وسيادته الوطنية ووحدته السياسية. ورداً على سؤال بشأن الجهود التي تبذلها تركيا للقضاء على نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية قال الرئيس التركي إن الفترة التي أعقبت اعتقال زعيم المنظمة عبد الله أوجلان في عام 1999، وحتى عام 2004لم تتخذ فيها أية خطوة سياسية، وكانت فترة جمود في المنطقة بالنسبة للتعامل مع هذه المنظمة. وأضاف غول إننا اعتبرنا هذه الفترة فترة مفقودة في الكفاح ضد المنظمة، مشددا على أن مكافحة الارهاب من أولويات تركيا. وحول ما إذا كانت تركيا ستبدأ عملية برية موسعة ضد المنظمة في شمال العراق بعد الزيارة التي قام بها نائب رئيس أركان الجيش التركي أرجين صايغون للعراق أول من أمس قال غول إنه من الأفضل عدم الحديث في هذه الأمور العسكرية، لأنه كلما اختصرنا الحديث عن هذه الموضوعات زاد نجاحنا فيها. في سياق آخر اعتبر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أنه ليس هناك داع لانتظار صدور الدستور الجديد من أجل حل مشكلة الحجاب في تركيا. وقال أردوغان في تصريحات لدى عودته أمس الى أنقرة قادما من مدريد إن هناك جملة واحدة لو تم تغييرها ستنتهي مشكلة الحجاب في تركيا مؤكدا في الوقت نفسه أن عدم القدرة على التوصل الى حل سيسبب مشاكل حادة فيما يتعلق بالحريات. ورداً على سؤال بشان تصريحاته في مدريد والتي أعلن فيها أن مشكلة الحجاب يجب أن تحل حتى لو كان ينظر اليه على أنه رمز سياسي قال أردوغان إن أسئلة كثيرة وجهت اليه من ممثلي الصحافة العالمية ورجال الأعمال حول هذه المسألة قائلا إنه رد بأن هذه المسألة يجب أن ينظر اليها في إطار الحريات الشخصية، وأن الحجاب هو مسألة حرية شخصية في المقام الأول ويجب أن تحل في هذا الاطار ولا يجب ان تحظر.